منبر حر لكل اليمنيين

استهداف آخر طائرة مدنية في مطار صنعاء حلقة جديدة في مسلسل تدمير الحوثي لمقدرات اليمن

أسامة فؤاد محمد

في مشهد يثير المزيد من الأسى والقلق على مستقبل اليمن، استهدفت مؤخرًا طائرة يمنية في مطار صنعاء الدولي، في حادثة تعتبر حلقة جديدة في مسلسل التدمير المتعمد لمقدرات الوطن من قبل جماعة الحوثي. هذا الاستهداف، الذي يأتي في ظل وضع إنساني كارثي وحاجة ماسة لتسهيل حركة المساعدات والإغاثة، يطرح تساؤلات جدية حول نوايا الحوثيين الحقيقية وأهدافهم من وراء إقحام اليمن في أتون صراعات لا طائل منها.

منذ سيطرتهم على صنعاء، عمد الحوثيون إلى استغلال موارد الدولة وتسخيرها لتمويل حروبهم العبثية، غير عابئين بمعاناة الشعب اليمني الذي يئن تحت وطأة الفقر والجوع والمرض. وبدلًا من العمل على تحقيق الاستقرار والسلام، اختاروا الدخول في معارك لا يقوون عليها، مدفوعين بأجندات خارجية ضيقة لا تخدم مصلحة اليمن وشعبه.

إن استهداف مطار صنعاء، الذي يمثل شريان حياة رئيسي لليمنيين، يكشف عن استهتار واضح بحياة المدنيين وتعطيل لجهود الإغاثة الإنسانية. فالمطار، رغم القيود المفروضة عليه، كان ولا يزال منفذًا حيويًا لدخول الأدوية والمساعدات الغذائية والطبية، وخروجه عن الخدمة يعني تفاقم الأزمة الإنسانية وتدهور الأوضاع المعيشية لملايين اليمنيين.

إن تعمد الحوثيين تدمير مقدرات الوطن، من خلال الدخول في حروب ومعارك يصنعونها ولا يقوون عليها،ووضع مقدرات الوطن في مواقع هم يعلمون بأنها مستهدفة من قبل الكيان الصهيوني، يظهر جليآ تعمدهم تدمير كل منجزات الثورة بحقد دفين كما يظهر بوضوح أنهم لا يمتلكون رؤية حقيقية لبناء دولة يمنية مزدهرة ومستقرة. فبدلًا من التركيز على التنمية والازدهار، ينشغلون بتوسيع نفوذهم وفرض سيطرتهم بالقوة، مما يدمر البنية التحتية ويقوض فرص السلام والاستقرار.

إن المجتمع الدولي مطالب اليوم بالضغط على الحوثيين لوقف هذه الممارسات المدمرة، والانخراط بجدية في عملية سلام شاملة تفضي إلى حل سياسي يضمن لليمن وشعبه الأمن والاستقرار والازدهار. كما يجب محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وتقديمهم للعدالة لضمان عدم تكرارها في المستقبل.

إن مستقبل اليمن على المحك، ويتطلب تضافر جهود جميع اليمنيين الشرفاء لإنقاذ وطنهم من براثن الحرب والدمار، وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. فالوقت ليس في صالح اليمن، وكل يوم يمر في ظل هذه الظروف يزيد من حجم المعاناة ويقوض فرص التعافي.

تعليقات