تُثبت المواقف مع الزمن رفض اليمنيين كل المشاريع والأجندة التي تسعى القوى المأزومة لفرضها على الساحة اليمنية، برغم اجتهاد قُوى الظلام ودأبها لاستهداف النسيج الاجتماعي اليمني، باستخدام وسائل شَتى، كالغطرسة، والتسلط، والتجويع، والتشريد، والإفقار، وعزل اليمن عن محيطة العربي والإسلامي، وتجريف هويته، وبث سموم التفرقة والتشرذم، والعمل على أدلجة مجتمعه، وإضعاف مكوناته وسلبها كل أسباب القوة، وتهميش واستهدف رموزه، والقضاء على معالمه التاريخية وشَواهد حضارته،
إلا أن اصرار اليمنيين العجيب وفلسفة مقاومتهم عصية وثابته أمام كل فكر دخيل وأجندة مغلوطه تتنافى أو تتعارض مع تراثهم الإنساني ووعيهم الجمعي.
فمهما تعاظمة آلة الظلم واشتدت صنوف القمع القاسي التي طالت وامتدت وتأجّجت في غلوِّها وتَفاعلت مع صراعات المرحلة وتوتّراتها، وبكل ما أثقلت به كاهل الشعب، من ثقافة التعبئة والشحن.
إلا أنّ استعلاء ثقافة القمع والتسلط، كفيل بإنعاش ضروب الوعي الزائف، الذي تميل فيه القناعة والتأييد لصالح فكر دخيل وأجندة تآمرية، وخيارات لا مصلحة فيها أو قد تعود بخسائر جسيمة في عاجل الأمر أو آجله.
فالجماعات المتهالكة وبعض دوائر المصالح ومراكز النفوذ ترى مصالحها في توليد الأزمات، وإذكاء الفتن، وإطالة أمد الصراع، ونشر ثقافة الكراهية، والتخندق خلف الطائفية والمناطقية المنبوذة، كي ترسم هالات الشكّ حول كل مطلب شعبي يتطلع الى وطن كبير يسوده الأمن والأمان والتنمية والازدهار .
والمتابع عن كثب لمجريات الأحداث والمواقف التي تُجسد في عموم المحافظات اليمنية في إطار تلاحم شعبي، سيدرك مدى واحدية المواقف الرافضة لكل تلك المشاريع المستوردة والتي بانت ملامح فشلها في التطبيق على الحالة اليمنية.