خرجت المرأة في عدن وتعز لتصنع التاريخ ولتؤكد ما قاله نزار قباني بأن “الثورة أنثى”، وتثبت بأنه لا حرية إن لم تؤخذ بالقوة وتثبت أنها حارسة للوطن وشريكة في رسم حاضره ومستقبله..
كان الوضع الاقتصادي المزري الذي طال الجميع هو الدافع الرئيسي للنزول إلى الشارع،فقد أدركت أن نصفها الآخر الذي يدير الشأن السياسي من الذكور هم الذين أوصلوا البلد إلى هذه الحالة من الضعف والانسحاق..
الملفت في الأمر أن أحدا لم ينتقد ما تعرضت له النساء أثناء تظاهرهن من قبل المليشيات المسلحة من قمع واستخدام العنف والألفاظ النابية القبيحة، لا سلطة الشرعية تدخلت لحمايتهن ولا الناشطات النسويات وقفن إلى جانبهن..
وكأن مهمة النسويات فقط الدعوة إلى الحرية التي تفكك الأسرة والمجتمع ولا علاقة لهن بالمرأة التي تكافح من أجل لقمة العيش والحياة الكريمة، لا يهم النسويات دفن الأنوثة تحت سنابك المليشيات، وليس النسويات فحسب،بل إن المجتمع الدولي بأسره صمت عن حقوق المرأة الحقيقية ولم يحرك ساكنا!.
لم يكن أمام النساء خيار سوى الخروج إلى الشارع في ظل الأزمة التي تشهدها البلاد والتي خلفت مأساة إنسانية غير مسبوقة وفي مقدمتها مأساة النساء كونهن يدفعن أثمانا باهضة جراء غياب الدولة وتعدد المليشات،فقد عجزت النساء عن تدبير سبل عيشهن ومحدودية الوصول إلى العيش الكريم..
السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا غابت تلك الأصوات التي كانت تحتفل بالأمس برفع دعاوي قضائية على من كان ينادي باحترام حقوق المرأة ونصرتها كونها تدفع الثمن مضاعفا بوصفها تتعرض حريتها للمصادرة من قبل الذكور الذين يديرون الشأن السياسي ومن قبل النسويات اللاتي يتاجرن بمعاناتها،بل والمجتمع الدولي الذي وضع قوانين لحماية المرأة، لكن ليست تلك المرأة التي يقع عليها الظلم من الجميع..
ومع ذلك أثبتت المرأة اليمنية أنها عصية على كل من يحاول مصادرة حقوقها ونزلت إلى الشارع لتقول أنا هنا نصف اليمن ولن أسمح لأحد بعد اليوم أن يتجاوز إرادتي،وهي تقود اليوم ثورة حقيقية يجب مساندتها والوقوف إلى جانبها لأنه ثورة الجياع واستعادة النظام وليست ثورة إسقاط النظام والبحث عن جوائز..