منبر حر لكل اليمنيين

مخاطر وجود مخازن الأسلحة في المدن والأحياء المدنية

أحمد الخالدي

من المخاطر الكبيرة تخزين وتكديس الأسلحة في الأحياء السكنية أو بالقرب منها، حيث أنها تمثل تهديداً خطيراً لأمن وحياة المدنيين في نطاق الأحياء من حول تلك المخازن، وربما تكون مصدراً لتهديد مدن بأكملها ان كانت تلك الأسلحة من الأسلحة الثقيلة والمتطورة التي تحتوي على إشعاعات أو أسلحة بيولوجية.

وتوصف مخازن الأسلحة داخل المدن بأنها “قنابل موقوتة ومخازن موت”، فنتيجة لوجود ذلك التهديد يضطر المواطنين إلى النزوح والهجرة إلى مناطق أكثر أماناً تاركين وراءهم ممتلكاتهم من منازل سكنية ومحلات تجارية ومشاريع صناعية، ولكن في حالة عدم القدرة والاستطاعة لدى الكثيرين مما يضطرهم للبقاء في ظل حالة يسودها الرعب والقلق مع وجود ذلك التهديد.

تعمل الكثير من الجيوش النظامية وبرغم المستويات العالية التي تتبعها للتأمين، إلا أنه من الضروري أن تولي اهتماما كبيراً في اختبار أماكن التخزين للأسلحة في مناطق بعيدة عن مساكن المدنيين ومناطق تجمعاتهم وكلما يتعلق بالمدنيين من مؤسسات ومرافق خدمية، لكن الجماعات والتنظيمات المسلحة الغير نظامية وخصوصاً في حالة النزاعات وسيطرتها على المدن تتعمد اختيار أماكن مخازنها داخل الأحياء السكنية وذلك لمنع استهدافها، مع أن بعض الجيوش تستهدف مخازن تلك التنظيمات المسلحة في حالة وجود تهديد حقيقي من قبلها، غير مكترثة لحياة المدنيين أو للمؤسسات المدنية المحيطة، وهذا ما لاحظناه مؤخراً حينما استهدفت أحياء سكنية ومنشآت ومؤسسات مدنية في صنعاء والحديدة وغيرها من المحافظات.

تتسبب مخازن الأسلحة والمتفجرات في المدن العديد من الانفجارات المتكررة والمدمرة بين فترة وأخرى مخلفةً عشرات الضحايا من المدنيين الآمنين والأبرياء دونما اكتراث في مناطق سيطرة التنظيمات والجماعات المسلحة، بل ان معظم تلك الانفجارات تتأتى نتيجة الإهمال والأخطاء التي يقترفها القائمين على تلك المخازن بدون قصد أو بقصد نتيجة التنازع فيما بينهم أو حتى لارتفاع في مستوى درجة الحرارة أو حدوث الحرائق ….الخ.

لقد حصد الانفجار الأخير لأحد مخازن أسلحة جماعة الحوثي يوم أمس الخميس الموافق 22 مايو شمال العاصمة صنعاء تحديداً في منطقة صرف المكتظة بالسكان حياة عشرات الضحايا من المدنيين الأبرياء الساكنين في تلك المنطقة ونسفت بيوت بساكنيها تماماً، ناهيك عن مئات الجرحى والأضرار المادية الأخرى في الممتلكات العامة والخاصة، ما تسبب بحالة من الرعب التي طالت سكان العاصمة صنعاء نتيجة تواصل الانفجارات التي أستمرت لأكثر من ساعة.

حدث هذا الانفجار رغم حالة الهدوء التام التي عاشته صنعاء ليومين دونما استهداف، ومثل هذا الحادث يتكرر سواء باستهداف أو بدون استهداف، فما هو موقف اليمنيين سواء كمواطنين أو كمنظمات مجتمع مدني ومسؤولين فيما يخص حماية المدنيين؟ وهل سيتخذ المجتمع الدولي موقفاً حاسماً لضمان حماية المدنيين وكذلك المنظمات الإقليمية وعلى رأسها جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، والأمم المتحدة ومجلس أمنها؟ أم أن اليمنيين المنسيين أصبحوا مجرد أرقام؟!

تعليقات