الوحدة اليمنية لم تكن مجرد لحظة تاريخية بل كانت تتويجاً لمشروع عمره ثلاثة عقود حمله رجل واحد على كتفه وسط العواصف والرصاص
33 عاماً من نسج الخيوط وتهدئة الجبهات وتدوير الخصومات حتى استوت اللحظة
لم يكن إنجازه فقط في جمع التوقيعات بل في جمع العقول وتطويع التناقضات وتوسيع صدر الدولة لتحتوي بلدين.
من ينسى؟ حين دمج جيشين بعقيدتين مختلفتين دون أن تنفجر البلاد، حين فتح أبواب الدولة لعشرات الآلاف من الكوادر الجنوبية وأعطاهم موقعاً في مؤسساتها
حين مد الطرق من صعدة إلى عدن وربط اليمن بشبكات كهرباء واتصالات في وقت كان فيه الوطن يخرج من ظلام العزلة.
من يذكر اليوم أنه هو من أطلق أول نهضة تعليمية موحدة فبنى فروع جامعة صنعاء وعدن في المحافظات ونشر الكليات والمعاهد التقنية والمهنية في كل شبر؟
من يعترف أنه هو من أسس للبنية الوطنية الموحدة من البطاقة الشخصية الموحدة إلى العملة إلى الهوية الجمهورية؟
واليوم؟ اليوم، ونحن نشاهد اليمن في أسوأ حالاتها خريطة ممزقة وقرار مرتهن وسلطة مشلولة لا نملك إلا أن نمسك قلوبنا بألم.
ما بناه صالح بحكمة القائد وخبرة السياسي ضاع في غمضة عين على يد هواة وسماسرة باعوا اليمن بثمنٍ بخس في مزاد الطائفية والعمالة.
الوحدة لم تكن خطأ، بل أجمل قرار والندم لا يجب أن يكون عليها بل على من فرط بها ورحم الله القائد الذي وحد اليمن، فصار بعد رحيله أغلى ما فقدنا.