منبر حر لكل اليمنيين

فتحي بن لزرق… صوت الحقيقة وسط العذاب

أحمد علاية

في زمن تتبدد فيه الحقيقة بين ركام الدخان وغبار المعارك، يطلّ الصحفي فتحي بن لزرق كصوت لا يُهادن، صادق النبرة، ثابت الخطى، يتكلم من عمق الألم، لا ليغذي الأوهام، بل ليوقظ الذاكرة. يتحدث بوضوح عن مرحلة صنعتها قيادة، ويرفع اسماً لا يزال حياً في وجدان الكثيرين: الرئيس علي عبد الله صالح.

ليس مدحاً أجوف، ولا تغنياً بماضٍ رحل، بل تذكير لمن نسوا، وتساؤل لمن ادّعوا التغيير:
“هذا هو صالح… فمن أنتم؟”

يتساءل بن لزرق، من بعد ثورتكم، ماذا قدمتم؟
أين الأمن الذي وعدتم به؟
أين الرخاء الذي بشّرتم به؟
وأين الوطن الذي قلتم إنكم استعدتموه؟

في عهد صالح – كما يقول – لم نكن نعرف المذهبية، ولا المناطقية، ولا الحزبية المقيتة. كنا نعيش في وطن واحد، جمهورية واحدة، لا يفرّقنا انتماء، ولا تُمزّقنا أيديولوجيا. كان المواطن يمشي آمناً في عدن كما في صنعاء، في صعدة كما في حضرموت. لم يكن كل شيء مثالياً، لكن الدولة كانت موجودة، والنظام له هيبة، والكرامة محفوظة.

هذا هو صالح، وهذه مناقبه، وهذا أثره.
فماذا عنكم؟
ما الذي بقي لليمن منكم سوى الخراب؟
ما الذي حفظتموه من الوطن سوى اسمه؟

فتحي بن لزرق لا يكتب بدافع الحنين فقط، بل بدافع المسؤولية. يذكّر الأجيال بأن التاريخ لا يُزوّر بالصراخ، ولا تُمحى مناقب الرجال لمجرد أن وري أحدهم الثرى. فصالح لم يكن معصوماً، لكنه كان قائداً. له أخطاءه، نعم، لكنها لا تطمس إنجازاته.

في زمن التيه، يبدو صوت فتحي بن لزرق ضرورة… لأنه يقول ما لا يجرؤ كثيرون على قوله:
“صالح كان رجلاً من طراز خاص… فمن أنتم؟

تعليقات