منبر حر لكل اليمنيين

افتعال الازمات والمساومات استراتيجية في السياسة الإيرانية

* أحمد الخالدي

لا تزال إيران تحاول أثبات وجودها وتأثيرها في الشأن العربي. ومع خسارتها لوكلائها في سوريا وتحجيم دور وكلائها في لبنان وحلفائها في غزة إلا أنها لا زالت موجودة وبقوة في العراق حيث تتحكم بأغلبية فصائله، وفي اليمن تتحكم بجماعة الحوثيين، وبرغم أن العلاقات السعودية – الإيرانية مثلت واحدة من أكثر العلاقات الإقليمية تعقيدًا وتأثيرًا في بنية النظام الإقليمي للشرق الأوسط ، إلا أن المساعي الحثيثة التي دأبت لمحاولة كسر جمود العلاقات والقطيعة والسجال بين الرياض وطهران لأكثر من سبع سنوات عبر وساطات عمانية تلتها مباحثات استضافتها بغداد للبحث عن حلول لأزمات المنطقة في مطلع ٢٠٢٢م، تلتها مبادرة صينية في مطلع عام ٢٠٢٣م، أفضت لإعادة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين وفتح سفارات البلدين في العاصمتين الرياض وطهران.

إلا أن طهران وبتحالفاتها مع الدول والحركات الشيعية في المنطقة، أظهرت نوعًا من البراغماتية السياسية من خلال تحالفاتها مع الحركات السنية، مما يعكس قدرتها على التعامل مع الديناميكية الإقليمية بشكل مرن. ولكن هذا التوجه كان يهدف بشكل أساسي إلى تحقيق أهداف سياسية تتعلق بتعزيز هيمنتها ونفوذها الإقليمي، ومواجهة أي تهديدات غربية متحمله، كما شهدنا موخراً المجازفة بحرية الملاحة والمساومة من أجل برنامجها النووي، غير أبهين باستقرار المنطقة التي تسودها التحديات الأمنية والسياسية.

وكما لاحظنا مؤخراً استطاعت إيران وعبر وكلائها في العراق من تحجيم نسبة مشاركة الزعماء العرب في قمة بغداد التي انعقدت يوم السبت الماضي ١٧ مايو،
لا بل ووافدت اسماعيل قاآاني قائد الحرس الثوري في زيارة غير مبررة إلى بغداد قبيل انعقاد القمة وصفها الاعلامي أسامة كباره: إنها ليست زيارة بل إعلان إيراني واضح مفاده “لن نتخلى عن العراق”، ناهيك عن الزيارات السرية.

أخيراً :- لا يوجد حالياً أي دولة عربية تنتهك سيادة إيران أو تتدخل في شؤونها الداخلية بينما إيران تفعل العكس بانتظام، وبصرف النظر عما إذا كانت إيران غير مستعدة للاعتراف بالهوية السياسية لجيرانها، فإن مبدأي احترام السيادة وعدم التدخل ينبغي احترامهما في كل الأحوال، وهذا ما يجب أن تدركه طهران.

*باحث يمني.

تعليقات