(1)
أنهم يمتطون ظهر الجيش.. تأملات في المشهد اليمني
المأزق في اليمن ليس عسكريًا فقط، بل متعدد الأوجه، فهو دولي، إقليمي، ومحلي من ناحية الفاعلين، وهو أيضًا سياسي، عسكري، وقيادي من جهة المفعولين والمنفعلين، كما أنه في أحد وجوهه مأزقًا أخلاقيًا.
الجيش بمكوناته المختلفة يظهر بمظهر مكشوف بدون ظهير سياسي من مجلس القيادة، ولا غطاء سياسي من الإقليم، ولا خطاب تعبوي رشيد.
قيادات المكونات السياسية تمتطي ظهر القوات المسلحة وتتمطى في فنادق الخارج..
عسكريًا، يتموضع الجيش دفاعيًا دون استراتيجية هجوم إطلاقًا منذ سبع سنوات على الأقل. لا تزال هناك عراقيل مستمرة تعمل على حرمان الجيش من أخذ دوره في استعادة البلاد. فبعد أن تعرض الجيش لأكبر عملية إبادة وتدمير لبنيته ومعسكراته وآلياته وقواعده وطائراته خلال سنوات الحرب، أخضع السياسيون الجيش لمشغليهم في الخارج.
داخليًا، تعقيدات الخلاف بين المكونات كانت سببًا رئيسيًا في جعل الجيش اسمًا بلا عقيدة ولا هدف واضح ولا قائد أعلى حقيقي.
الشعب في حالة فرجه إجبارية، لم يجد سياسيًا محترمًا يقف خلفه ويجعله قائدًا ملهمًا يعول عليه، وان وجده هل يستطيع ايصاله إلى مركز القرار..
دول الجوار التي ترعى مشروع التسوية السياسية الموهومة، كخيار وحيد ليست واثقة بمكونات الشرعية، لكنها تمسك بها وتديرها كواقع فرضته الضرورة،
ملف الميليشيات الحوثية ليس ملفًا يمنيًا خالصًا بالكامل، ولا حتى إقليميًا بالخالص، بل هو دولي رهين المقايضات الإيرانية الأمريكية بتوافق إقليمي،
لذا فأن حرب الحوثية بالوكالة عن إيران ستستمر خارج حدود اليمن حتى يتم إبرام صفقة شاملة بين إيران والأمريكان، أما حربهم الداخلية فهي مستمرة ولعقود زمنية ربما.
تتحوصل كل النتائج والاحتمالات بنتيجة واحدة هي أن أي إنهاء لمليشيات الحوثي يمر عبر بوابة أمريكا بالدرجة الأولى والأشقاء في السعودية بالمقام الثاني ، وليس هناك نية ولا رغبة لكليهما في ذلك نظرًا للكلفة الكبيرة لتحقيق الهدف، وهم يراهنون على أن إيران من ستكفيهم ذلك، فهي من جلب العفريت وهي من يصرفه.
ليس رغبة في ذلك منها، ولكن ربما رهبة من سحر ترامب وعصا نتنياهو
انها مفارقة عجيبة أن تجعل الاقدار خلاص اليمنين بين أصابع هذين الرجلين أو هكذا يظنون ، رغم أن مصدر الخلاص كان يمكن أن يكون بالجيش اليمني وحده لو تم تحريره اولا من كل القابضين عليه والمشغلين له كي يكون درعا وسيفا لا مجرد تشكيلات.
(2)
وفاة البروفسور جوزيف ناي، أحد منظري العصر الحديث في السياسة والعلاقات الدولية،
قرأت معظم أعماله واستفدت منها كثيرًا….
هو من ابتكر مفهوم “القوة الناعمة”،
صاغه وفسره وقدم الأدلة عليه كأحد عناصر القوة الحديثة.
أبرز أفكاره تكمن في كيفية الجمع بين القوة الناعمة والصلبة، وهو ما عبر عنه بـ “القوة الذكية” للجمع بين القوتين.
أهم كتبه..
– القوة الناعمة”
يبحث أهمية الفكر والفن والثقافة في التأثير السياسي والحكم،
“مستقبل القوة”:
يبحث في مستقبل القوة في العلاقات الدولية.
-“القيادة الرئاسية وصناعة الحقبة الأمريكية”
يتناول دور القيادة الرئاسية في تشكيل السياسة الأمريكية.
وأخر ما قرأت له ، كتاب “هل انتهى القرن الأمريكي”
كان كتابًا شيقًا ولذيذًا، يُظهر اهتمام ناي بتحليل التغيرات العالمية وتأثيرها على القوة الأمريكية وهل لديها قدرة الصمود،،،
تزامن اكمالي للكتاب مع وفاته.
- من صفحته في فيس بوك.