منبر حر لكل اليمنيين

حكومة حرب مصغرة.. لماذا لم تفعلها الشرعية؟!

عبدالرحيم الفتيح

في البدء أنقل عظيم التهاني لمعالي العزيز سالم بن بريك، لتقلده منصب رئيسا للوزراء في هذا الظرف العصيب.

كنت أراهن أن مجلس القيادة تأخر في إعلان الإطاحة بإبن مبارك منذ لقائهم الأسبوع الماضي، بسبب الترتيب لتشكيل حكومة جديدة.

وكم كنت آمل أن تكون حكومة حرب مصغرة حتى يتسنى للشرعية أن تغادر دورانها في الحلقة المفرغة ذاتها، واغتنام الفرصة لتصحيح مسارها في لحظة إقليمية ودولية تزداد سخونة.

إن الظرف الراهن، بتعقيداته وتحولاته، لم يعد يحتمل حكومة مترهلة أو موازنات حزبية عقيمة، إنما يستدعي حكومة حرب مصغرة، تمتلك وضوح المهمة، وسرعة الفعل، وقدرة الاستجابة.

حكومة تتخلص من أمراض المحاصصة وتقسيم الغنائم، وتؤسس لسلطة قادرة على الفعل السيادي، لا سلطة تتآكل داخل نفسها.

لقد كانت الشرعية عبر سنوات الحرب هي خصم نفسها الأكبر، إذ لم تعجز قواها عن مواجهة المليشيات الحوثية فقط، بل عجزت عن مواجهة ذاتها، حيث تحولت السلطة إلى صراع نفوذ وفرص إثراء، وفقدت القدرة على التقاط لحظات التحول لصالحها.

اليوم، ورغم كل التصدعات والانقسامات القديمة، تبدو الفرصة سانحة، وربما الأخيرة، لترميم الذات.
ليس بترميم النخب البالية، بل بإعادة تعريف الغاية، أن تكون الحكومة أداة للتحرير والاستعادة، لا أداة لتوزيع المغانم.

إن تشكيل حكومة حرب مصغرة هو الخيار الوحيد لإنقاذ ما تبقى من شرعية متهالكة، حكومة تتأسس على الكفاءة، وترتبط بوظيفة محددة هي استعادة الدولة، لا إدارة غنائمها، وإلا سنجد أنفسنا مرة أخرى أمام إعادة تدوير الفشل، في زمن لم يعد فيه مكان لمزيد من الفشل.

تعليقات