كلَّ صباحٍ،
كنتُ ألملمُ ما تبقّى من الليلِ
أغزلُ من شظاياه خيطَ ضوءٍ،
وأخيطُ بهِ جرحَ قلبي.
كنتُ أخلقُ الأملَ
أُبرعُ في زرعِ وردةٍ
على حافةِ جرح جاف،
وأُرتّبُ تنهيدةَ الفجر
كأنّها ترنيمةُ بقاء.
لم أنتظر شمسًا،
كنتُ أنا من يُوقدُها في عروقي،
أنا من يُقيمُ للنهارِ عيدَهُ
بين خرائبِ روحي.
وكنتُ،
كلَّما تداعى الحلمُ في داخلي،
أُرمّمهُ بكفٍّ مرتجفةٍ،
وبابتسامةٍ عابرةٍ
تدّعي الخلاص.
هكذا كنتُ أكملُ أيامي،
أشدُّ الأملَ على كتفيَّ
كوشاحٍ من نور،
وأمضي —
رغم كل شيء —
نحو الحياة.