منبر حر لكل اليمنيين

من وحى العيش فى اليمن الحبيب

د. أشرف عقل

(٢٠- الخواتم).

– الخاتم عبارة عن حلقة دائرية الشكل مصنوعة من المعدن أو أي مادة أخرى تستخدم كحلي . وترصع بعض الخواتم بفصوص من الجواهر الكريمة أو النقوش المحفورة . وعادة ما تلبس الخواتم في أصابع اليدين ، ولكنها قد تلبس أيضا في الآذان والأنوف وأصابع القدمين ، وغالبا مايستخدم الخاتم كرمز للخطوبة أو الزواج ، ويمكن القول إن المصريين القدماء كانوا أول من استخدمه فى ذلك الغرض ، وفقا للعديد من المصادر ، وقد تحول الخاتم في كثير من الأديان إلى رمز روحي وديني . وترجع عادة لبس الخواتم فى الأصابع إلى أكثر من ستة آلاف عام تقريبا ، رغم أن تتبع التاريخ الدقيق لهذه الممارسة يعد أمرا صعبا للغاية .

– وبالنسبة لليمن ، تعد الخواتم من أهم الحلى اليمنية التى تحظى بشهرة واسعة ، بالإضافة إلى كونها الأكثر طلبا ورواجا فى الأسواق . وهناك أنواع متعددة من الخواتم الفضية ، إلا أن أشهرها تلك المطعمة بالعقيق اليمنى ، والتى تكتسب شهرة واسعة فى الدول الإسلامية خاصة ، ودول العالم الأخرى بصفة عامة .

– وتروى الكثير من الأحاديث النبوية التى تنصح بلبس العقيق اليمنى ، ويعتقد الكثير من الناس أن هذه الخواتم تقى الإنسان من العين والحسد ومختلف الشرور . وقد جاء فى الحديث الشريف ، عن فاطمة رضى الله عنها ، عن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : ” من تختم بالعقيق لم يزل يرى خيرا ” . وأغلب الخواتم تضاف إليها الأحجار الكريمة ، وتحديدا العقيق والجزع اللذان يحتلان المرتبة الأولى ، يليهما الياقوت بالنسبة للخواتم الرجالية . أما النساء فيأتى المرجان بالنسبة لهن فى المرتبة الثانية ، ثم بقية الأنواع الأخرى .

– وتشتهر أسواق صنعاء بإنتاج أجود أنواع الخواتم الفضية المطعمة بالعقيق الذى يعد الأجود على مستوى اليمن بل والعالم العربى . وأشهر تلك الخواتم ما يكون منها مطعما بالعقيق الأحمر الكبدى . وتتميز الخواتم الفضية المصنوعة فى محافظة حضرموت بطابع خاص يصمم بعضها بأحجام كبيرة تشبه الصندوق أو الخزانة بشكل مصغر وتزين جوانبها بالأحجار الكريمة والزخارف الملونة ، وقد تطلى بالذهب ، وقد يوضع بداخلها حروز للحماية من العين ، وقد يكتب على سطح العقيق آيات قرآنية لنفس الغرض ، ومنها خواتم صغيرة وأنيقة تلبسها النساء فى الغالب .
________________________

* الحروز :
– هى عبارة عن مشغولات من الحلى مجوفة من الداخل تعلق على الرقبة وتتدلى على الصدر ، يمكن فتحها من الخلف ليوضع بداخلها نوع من التعاويذ أو الحروز يعتقد أن لها دورا فى حماية الإنسان من الشرور والعين والحسد . وأحيانا تعلق التعويذة فى نهاية العقود أو على أى قطعة من حلى الجسد .

– ويبدو أن معتقد التعويذة جاء من المعتقدات اليمنية القديمة حيث وجدت فى صنعاء تعويذات مشابهة فى قبور قديمة كتب عليها نقوش بخط المسند اليمنى القديم أنها قبور ملكتين من أسرة التبابعة فى اليمن القديم ، حيث كانت هذه التعاويذ توضع بجوار الميت وقت الدفن ، واستمر الاعتقاد فى التعويذات بعد الإسلام ، حيث لم تتغير هذه المعتقدات واستبدلت كتاباتها القديمة بآيات قرآنية مثل : آية الكرسي والفاتحة .

* المرجع : مصادر متعددة.

*سفير سابق في اليمن.

تعليقات