منبر حر لكل اليمنيين

الأمم المتحدة وكارثتنا في اليمن

عبدالكريم المدي

علامات إستفهام كثيرة حول تعامل الأمم المتحدة مع الملف اليمني.
لا نصدر أحكاما إنما ننقل رأي الشارع ومعطيات ما يجري وقراءاتنا للأحداث كوننا ما زلنا أحياءا نرى ونفكّر بمنطق ، وهنا يأتي الأمر البديهي ( عُصبة الأمم ومندوبوها غير مخلصين في ملف اليمن ) كيف ؟
لا ندري!
ارجعوا لمسلسها الطويل منذُ العام 2011 وستغرقون في مشاهده المخجلة التي لا يجد المرء فيها مشهدا واحداً لائقا ولا ومضة ضوء وأمل ، كلها هزلية مراوغة وأحضان مفتوحة على الدوام لمليشيات الحوثي وكل من هو مستعد لتقديم نفسه بطلا للفوضى والخراب على حساب دماء ودموع شعبه.
الناس يموتون جوعا وقهرا بينما المساعدات تُعطى للحوثي كي يتحكم بها حسب هواه.
وعن الرواتب لن أنفرد بسبق جديد ، فالحوثي يقطع الرواتب لعشر سنوات ومجلس الأمن يتفرج على عشرات الآلاف من الأُسر المحرومة.
المختطفون بالآلاف في السجون وجلالة قدر ” المندوب ” يصمت بإبتسامة مبطّنة تخفي شعورا نفسيا ، متروك لعلماء السياسة والنفس تحليله .
البلاد مغلقة تحت سيطرة الحوثي لدرجة أنها لا تختلف عن باستيل فرنسا قبل ثورتها العظيمة وسجون العصور الوسطى ومع ذلك ينبطحون ويتوددون للحوثي ويجعلون أنفسهم أمامه دراريش وشيكا مفتوحا .
والله لم نعد قادرين على تفسير هذا الاستمتاع والاستغفال بشعب فيه نوابغ في المعرفة والسياسة والثقافة والفن والعلوم والإنسانية والحضارة !
أين المشكلة ؟
هل دخول الأمم المتحدة في أي ملف وتسليم رقاب البلدان لها يعني موتها لعقود ؟
هل المشكلة فينا كيمنيين وفي نخبنا و قياداتنا ؟
هل في طيبة اليمني وطول صبره ؟
ما الذي يجري ؟
نساء اليمن تُختطف وتُعذب وتُغيب وتُنتهك .
5000 ألف طفل وأمرأة ورجل قتلتهم ألغام الحوثي.
أرقام أخرى أضيفها:
5 مليون يمني شرّدهم الحوثي داخل اليمن ومثلهم هجّرهم خارجها .
400 شخص قتلهم تحت التعذيب.
900 بيت فجرها
300 دار قرآن ومدرسة تحفيظ نسفها وضعفها أغلقها.
300 إمام جامع بين معتقل ومغيب ومقتول.
5 مليار دولار سنويا إيرادات ” مسيرة الولاية ” .
2000 مدرسة حولها لركام وعسكر البقية.
الجامعات وعلى رأسها صنعاء صارت حوزة والأكاديميين أتباع والطلاب عبيد والإداريين سُخرة ومسخرة.
هذه إشارات فقط وغير نهائية والذي يفطر القلب أكثر هو إن الأمم المتحدة لم تتخلَ عن اليمنيين وتتاجر بهم فقط ، بل باعت موظفيها وتخلت عن أسرهم.
موظف أممي ( يمني ) قابلته قبل فترة قصيرة ، يقول لي : لو لم أكن بالصدفة خارج مناطق الحوثي لكنت في السجن وأولادي يتسولون ويركعون أمام بيوت ” المشرفين ” يلهثون بحثا عني من حاجب وسمسار مُشرف لحاجب وسمسار مشرف آخر وقد تموت زوجتي أو بنتي كمدا وذلا وقِلة حيلة وفقد ”
المهم أن ميزانية مكتب المبعوث الأممي ونثرياته الشهرية تكفي محافظة يمنية لو تحولت لها لأشبعت أبنائها ..
لكنهم لا يحسّون بمأساة شعبنا ومعاناتنا والكارثة التي نعيشها ونتجرّعها كل ثانية داخل البلاد وخارجها.
سؤال أخير :
هل غابت شمس الإنسانية لهذا الحد ؟
نصيحة على الماشي
للشعوب العربية ودولها الآمنة : تمسكوا بدولكم وأمنكم وإحذروا من إيران ومحور الدمار وتسليم رقابكم ومستقبل أبنائكم لمبعوث أممي همه هو جني فوائد خرابكم وثمن دمائكم وأوجاعكم وليس إصلاح شأنكم والإلتفات لمستقبل أطفالكم وآدميتكم.

تعليقات