منبر حر لكل اليمنيين

بين فرار القتلة.. وخذلان الشرعية

عبدالرحيم الفتيح

فيما يغادر القتلة إلى لبنان وطهران ويفرون من الأحداث سراعا، بعد أن أحالوا اليمن إلى مقبرة، ليست للغزاة هذه المرة بل لليمني نفسه، في المقابل، تتخذ الحكومة الشرعية، رئيس وزراء وقنصليات ووزراء ونواب ووكلاء، قرارا بتمديد إقامتهم في الفندق.

إلى مجلس القيادة الرئاسي:-
تدركون أن الصمت خيانة ناعمة، وندرك نحن أن تردّدكم خذلانًا مؤلمًا.
أخبرونا عن خلافاتكم، اخرجوها من دوائرها الهلامية النزقة، وسيبادر ٣٦ مليون يمني لحلها، حتى ولو تطلب أن يقدم كل مواطن رأس ثور لعقد مصالحة بين ثمانيتكم.

الفرص تتسرب من بين أيديكم تباعا، بينما تغرقون بصراعات هزيلة، صراع من يريد أن يصل إلى صنعاء رئيسا لا جنديا… بينما المنطق يقول: مالم تكونوا جميعكم جنودا فصنعاء أبعد عنكم.

كل خلاف مهما كان هامشيا أو كبيرا، ليس عليه أن يجردكم من المسؤولية، ليس عليه أن يرحل المشاكل، فترحيلها لا يولد سوى الكوارث.

بالقليل من المسؤولية ستتحرك كل المياه الراكدة، الأمر لا يتطلب معجزة، على سبيل المثال: أين المعجزة في أن تتفقوا على رئيس وزراء بديل وقد اجمعتم على تغيير رئيس الوزراء الحالي؟!
جربوا أن تختاروا البديل عبر لعبة لعبتموها أطفالا ولم يكن ضحيتها شعب بأكمله كما يحدث اليوم.. العبوا حجرة ورقة مقص… وليكن البديل من يحالفه الحظ.

ثم ماذا عن سفراء انتهت فتراتهم بلا مراجعة أو مساءلة.
ماذا عن وزراء لا يعرفون من وظائفهم سوى الجباية، وآخرهم “وزير الداخلية” الذي قرر أن تكون الهوية اليمنية الإلكترونية بـ88 دولارًا
وزير لم يستطع أن يمثل وظيفته الأمنية، الإدارية، وما بين الخدمة والجباية، قرر أن يتبع نظام جباية عشوائي يديره مسؤولون عبر غرف واتساب.

اليوم تساندكم أمريكا والعالم بأسره، لم يعد التحالف هو الشماعة التي تُعلقون عليها فشلكم.. لطالما كان داعما، لا فاعلا مباشرا. بينما كنتم سلطة القرار، القرار الذي تتنازعون عليه إليكم ولا ينازعكم فيه أحد.

صدقوني، ترحيل الأخطاء لا ينتج حلولًا، بل ينتج كوارث، والشعب لم يعد يحتمل.
في وجه الفراغ، ينتظر الشعب رجلا، وليس بيانا، وفي مواجهة الحوثي، يتطلب الأمر قرارا لا سرديات. وحين يغادر القتلة إلى لبنان، يجب أن لا تبقى الشرعية في الفنادق…!!
الفتيح

تعليقات