إن فكرة تأسيس كيان سياسي بقيادة قيادات سابقة في تنظيم القاعدة الإرهابي تمثل كابوسًا حقيقيًا، وتنطوي على تداعيات وخيمة تمس الأمن الإقليمي والدولي، وتزيد من معاناة المجتمعات التي عانت بالفعل من ويلات هذا التنظيم. فيما يلي، تحليل متعمق ومظلم للسيناريوهات المحتملة في حال تحقق هذا السيناريو الكارثي:
سيستغل الكيان السياسي الجديد موارده ونفوذه لتجنيد عناصر جديدة، وتدريبهم، وتمويلهم، وإعادة إحياء الخلايا النائمة، وتنفيذ عمليات إرهابية واسعة النطاق داخل وخارج حدوده كما يحدث الأن بسوريا ولكن الفرق هوا شرعنة تصرافتهم.
كما سيسعى الكيان إلى نشر فكره المتطرف وتوسيع نفوذه من خلال دعم الجماعات الإرهابية الأخرى في المنطقة والعالم، وتقديم الدعم المالي واللوجستي لها، وتوفير الملاذ الآمن للعناصر الإرهابية الهاربة.
وكما جرت عادتهم سيقوم الكيان بتأجيج الصراعات الطائفية والعرقية، واستغلالها لتوسيع قاعدة نفوذه وكسب المزيد من المؤيدين، وتقويض استقرار الدول المجاورة.
بالإضافة الى ان الكيان سيفرض تفسيرًا متطرفًا للشريعة الإسلامية، يقمع الحريات الفردية والعامة، ويفرض قيودًا صارمة على النساء والأقليات الدينية والعرقية.
وسيستخدم الكيان العنف والقمع الممنهج لإسكات المعارضين، وقمع أي محاولة للتعبير عن الرأي، وفرض سيطرته الكاملة على المجتمع.
سيمثل الكيان تهديدًا مباشرًا للدول المجاورة، من خلال دعم الجماعات الإرهابية داخلها، وشن هجمات عسكرية عبر الحدود، والسعي لزعزعة استقرارها وتقويض سيادتها.
ستؤدي سياسات الكيان القمعية والعنف المتزايد إلى موجة نزوح جماعي للسكان، وتدفق اللاجئين إلى الدول المجاورة، مما يزيد من الضغط على مواردها ويثير التوترات الاجتماعية والسياسية وقد يؤدي تدخل الدول الإقليمية والدولية لمواجهة خطر الكيان إلى نشوب صراعات وحروب بالوكالة، وتفاقم الأزمات الإنسانية، وزيادة حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
سيعجز الكيان عن توفير الخدمات الأساسية للسكان، مثل المياه والكهرباء والصحة والتعليم، مما يزيد من الاستياء الشعبي ويقوض
شرعيته.
وبالتالي سيؤدي تدهور الاقتصاد إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، مما يزيد من الإقبال على الانضمام إلى الجماعات المتطرفة، ويغذي الصراعات الاجتماعية.
سيستغل الكيان أفعاله الإجرامية لتشويه صورة الإسلام، وربطه بالإرهاب والعنف والتطرف، مما يثير الفتنة والكراهية بين المسلمين وغير المسلمين مما سيزيد من انتشار الإسلاموفوبيا في الغرب، ويغذي التعصب والكراهية ضد المسلمين، ويبرر التمييز والعنف ضدهم.
ادركوا ياحضارم إن تأسيس كيان سياسي بقيادة قيادات سابقة في تنظيم القاعدة يمثل تهديدًا وجوديًا للأمن الإقليمي والدولي، وينطوي على تداعيات كارثية على حقوق الإنسان والحريات، والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وصورة الإسلام. لذلك، يجب على ابناء حضرموت أن يتحدو ويتخذو إجراءات حاسمة لمنع تحقق هذا السيناريو المظلم، ومحاربة الإرهاب بكل أشكاله، وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي.