منبر حر لكل اليمنيين

لقد صِرتُ مَنذُورًا لكلِّ الخَسَائِرِ

شعر/ غالب العاطفي

لقد صِرتُ مَنذُورًا لكلِّ الخَسَائِرِ
فَشُدِّي وثَاقَ الأُمنياتِ … وصَابِرِي

خَسِرتُ من العُمرِ الكَثيرَ ، ولم أَزَل
أُوَدِّعُ أَعوَامي بِطِيبَةِ خَاطِرِ

وصَاحَبتُ أحزاني إلى أن ألِفتُها
فما عُدتُ ألقاها بقلبٍ مُكابِرِ

وها أنا ذا في مُنتَهى اليَأسِ واقفٌ
أُهَدهِدُ أوجَاعي بقَضمِ أظافري

وأغفو قليلًا … ثم أصحو كأنما
صحوتُ على جُرحٍ من اليَأسِ غائِر

أُحَدِّقُ في وجهي … أقولُ لمائِهِ:
“إذا دُمتَ محفُوظًا فلستُ بِخاسِرِ”

بلادي _ التي كانت بلادًا _ بعيدةٌ
وأبعَدُ منها ما تريدُ سَرائِري

رمتني مآسيها وحيدًا وها أنا
أُفَتِّشُ عني في سَرَابِ المَهَاجِرِ

وأطولُ من هذا الطَّويلِ تَرَقُّبِي
وأوجَعُ من هذا الغِيَابِ تَجَاسُرِي

ُأنا شاعرٌ … بالقَهرِ والضَّيمِ والأسَى
وكلِّ الذي تَدرِينَهُ مِن مَشَاعِرِ

بَكَيتُ بما يَكفِي لأُصبِحَ دَمعَةً
تَقَطَّرُ من أحدَاقِ كُلِّ مُهَاجِرِ

وحَاوَلتُ _ كم حَاوَلتُ _ أن لا يُرَى دَمِي
مُرَاقًا _ بِلا ذَنبٍ _ بِكُلِّ الخَنَاجِرِ

وحَاوَلتُ أن أنجُو كثيرًا بمُفرَدِي
فلم أرَ إلا خَيبَتي في تَكَاثُرِ …

تعليقات