أحمد علاية::
كان يستطيع عيدروس الزبيدي أن يكون زعيمًا تاريخيًا لليمن وما يزال ذلك ممكنًا إذا تغيّر المسار وتقدّم الهمّ الوطني على ما سواه، وبمقدوره ولا يزال أن يحمل همّ الدولة اليمنية لا همّ الجغرافيا الضيقة، وأن ينطلق لاستعادتها رمزًا جامعًا لا في الجنوب وحده بل في الشمال قبل الجنوب.
لو فعل ذلك، لكان اسمه في الشمال كما كان اسم صدام في التسعينات اسمًا غريبًا في التداول نادر الحضور في الشمال لكنه سرعان ما يصبح كالنار في الهشيم.
كان عيدروس في لحظةٍ ما آخر حلمٍ لليمنيين لاستعادة دولتهم بما يحمله من صدق وقوة ووضوح في مشروعه، لكن المؤلم أنه بقي رهينة مشروع المثلث
واستُغلت هشاشة الدولة لتغذية نزعةٍ تائهة تميل إلى الانفصال فعُزّزت قيم الانقسام والعنصرية على حساب الوطن الجامع.
لم يقرأ التاريخ كما ينبغي فالجنوب مهما اختلفنا لم ينعم بالاستقرار إلا بحدٍّ أدنى من الرضى والتوازن مع الشمال والشمال شئنا أم أبينا قوة بشرية هائلة
وأكثر ما يجمع أبناءه ويستفزهم في آنٍ واحد هو الحديث عن تفكيك البلد.
ولو طُرح مشروع وطني صادق لاستعادة الدولة الواحدة، لوجدت الشمال بكل تناقضاته على قلب رجلٍ واحد كما أن الرهان على خارطة انفصالية يتجاهل حقائق الأرض، فحضرموت والمهرة ليستا مسلّمتين لأي مشروع أحادي ولا تُداران بالشعارات ولا بالعاطفة.
الخلاصة الواضحة
على عيدروس أن يكون وطنيًا يمنيًا خالصًا وفيًّا لجوازه الذي يحمله وبطاقته وهويته لا أسيرًا لمشروعٍ مؤقت، وحينها فقط بعد تحرير الشمال واستعادة الدولة
ليحكم الله في أمر اليمن ما يشاء.