أحمد علاية::
خمسة عشر عامًا مرّت على اليمن لم تكن مجرد سنواتٍ من حرب بل حقبة كاملة من الحزن والفقد والتشظي والألم المفتوح، سنوات أكلت ما بُني في عقود ودفعت برجال المال والعلم والطب والهندسة والثقافة إلى المنافي لم تهاجر الكفاءات وحدها بل هاجرت معها فكرة الدولة.
في السنوات الأولى فقدنا ما كان يُفترض أن يُصان وفي السنوات العجاف خسرنا ما تبقّى، مرافق حكومية ومدنية مؤسسات تعليمية شخصيات اجتماعية وازنة ورجال عسكريون أبطال قضوا نحبهم في دهاليز حربٍ لا تشبههم ولا تشبه اليمن وفي ٢٠١١ حين فُتح باب الفوضى، فما جرى في 2011 لم يكن انتقالًا سياسيًا بقدر ما كان كسرًا لتوازن هش ومنذ ذلك التاريخ لم تأتِ نخبة إلا وكانت للأسف أسوأ من سابقتها، ترفع شعارات الإنقاذ بينما تقود البلاد إلى مزيد من الاقتتال والتشرذم والتعقيد، أصبح اليمن حقل تجارب وصار المواطن آخر ما يُفكَّر فيه
بعد استشهاد الزعيم
عندما استُشهد الزعيم اعتقد كثيرون أن مشروع الحوثي انتهى كان الأمل منطقيًا لكنه اصطدم بواقعٍ أقسى، الفراغ لا يبقى فراغًا بل تملؤه القوى الأكثر تنظيمًا والأشد قسوة، حين أُزيح عبدربه منصور هادي ظنّ البعض أن القرار عاد إلى أيدي “الأبطال وأن صنعاء باتت قريبة المنال، لكن ما حدث لاحقًا أثبت أن غياب الدولة لا يُعوَّض بتبديل الوجوه وأن الشعارات وحدها لا تحرر وطنًا.
وحين قال السفير أحمد علي عبدالله صالح عبارته الشهيرة«قريب وقريب جدًا»، لم تكن مجرد جملة عابرة بل ومضة أملٍ في قلوب أنهكها الانتظار.
أملٌ مشروع لأن الشعوب التي تعبت من الحرب تتشبث بأي نافذة ضوء لكن السنوات مضت وما زال السؤال قائمًا هل كان القرب توصيفًا للواقع أم وعدًا مؤجلًا؟
الحقيقة التي يجب أن تُقال التحرير لا يأتي بالوعود وحدها ولا بالخطب ولا بتحديد مواعيد لا تُحترم، التحرير مشروع دولة لا مشروع أفراد قرار وطني لا رهينة حسابات إقليمية وجيش واحد، لا جبهات متناحرة
الخلاصة
الانتظار موجع
لكن اليأس خيانة
وما بين الأمل والخذلان
يبقى اليمن أكبر من الجميع
وأبقى من كل المشاريع المؤقتة
وسلامتكم