منبر حر لكل اليمنيين

تشاو..

شعر/ يونس عبدالسلام

قاتلتك أن لا يكون
ان لا أتلفت
لمرة أخيرة
فأراني أحمل نعشي
جثة خيبة ثقيلة
لا تكفيها السماء مقبرة .

لمرة أخيرة
راسي الذي لم أرفعه في بلادي لثلاثة عقود
أرفعه الان نحو الهواء
كأني أختبر ما إذا كان حيا
أم مجرد صدى تحركه فكرة قديمة
ملامح رأى فيها جدته .

الزمن صار مفترسا
يا كل نداءات حياتي
صرت له فريسة مفضلة !.

الليل أصابع كلها تخنقني
موعدا يتعثر بموعد
ظلا يركض خلف ظل
أغان تصفر في الممرات
كسيارات اسعاف
كحالات طارئة تبحث عن أنفاس
لا تجدها ! .

كنا نكذب ونحن أصدق اثنين في الكوكب !.

كيف أهرب ؟
أوزعك في شوارع المدينة
رغبة رغبة
كل خطوة تركل شيئا مني
كل لفتة تهرب بكلمة
أعلقك على الجدران
كخريطة بلاد تقنع نفسها في مكاتب سفاراتها
انها ما تزال حية .

أقشر الفلسفة نصفين كبرتقالة :
سأحبك
لكن من الجهة التي مات فيها قلبي
من جهة اللغة،
الذاكرة والوطن.

أحرق الحكاية
أخلع وجهي
كما تُخلع بشرة حية عن الجلد
وترمى في القمامة
أشاهد هويتي تذبل
كمدن تغرق في الظلام
تقصف ولا ينتبه أحد
تصير ظلا يبحث عمن يحمله
شيئا فشئيا
تظل تختفي
تظلين تختفين مثلها
إلى الأبد .

تعليقات