قصيدتي اليوم في مهرجان المقالح الشعري السنوي
في زحمةِ القحطِ والخيباتِ ماتَ أبي
ناديتُـــــــــــهُ مثلَ كلِّ الأهلِ لم يُجِبِ
أهكذا الموتُ؟ حمدًا يا مواجعَنــــــــا
ما رحلةُ العيشِ إلا كذبـــــــةُ الحُقُبِ
أبي ودمدمةُ الطوفانِ فــــــــي لغتي
ذكرى التأرجحِ بينَ المــــاءِ واللهبِ
صلّيتُ خلفَكَ مدهوشًا بقافيـــــــةِ الـ
غفرانِ أستنزلُ الأحــــلامَ عن كثبِ
إلياذةُ المشتهى واريتُهــــــــــا كبدي
ودمعةٌ في مرايــــــــــا الكدِّ والتعبِ
ودَّعتُ في (منطقِ الطيرِ) التي هدلت
فوقَ الغصونِ بألحــــانٍ من الرُطَبِ
وسرتُ أسألُ عنكَ البحرَ كيفَ غدت
(تغريبـــــةُ ابنِ زريقٍ) لعنةَ العربِ؟
وكيف آلتْ إلى الإعصارِ أغنيــــــةٌ
كنّا نردّدُهـــــــــــــــــا ريَّانةَ الهُدُبِ
أبي، وقد ضاعَ منَّا الفجرُ وانحسرت
أنوارُهُ في وداعِ الفكـــــرِ والأدبِ
خلفَ الغيابِ مآسينــــــــــا بلا عددٍ
وحظُّنـــــــــا عاثرُ الأبراجِ والكتبِ
وأنتَ تتركُ فُصحانــــــــــــا مؤرَّقةً
تشكو إليــكَ ارتدادَ العشقِ والطربِ
وكنتَ تبعثُ من أسفـــــــــارِ ذي يزنٍ
نقشَ الخلودِ لبلقيسَ ابنـــــةِ الحسبِ
تحكي لنا عن فصولِ المجدِ ذاتَ ضحىً
والشمسُ تستمطرُ الأنواءَ في السحبِ
أيا أبانا ذهبنــــــــــــا بالقميصِ إلى
ما صاغــهُ الذئبُ فينا من دمٍ كذِبِ
كدنا ليوسفَ بعنـــــــــــــاهُ بلا ثمنٍ
والغيبُ يتلو علينــــا سورةَ الغضبِ
فلا زليخا نجونا من حبائلِهـــــــــــا
ولا الصـــواعُ امتلا بالنفطِ والذهبِ
وكلما انطفأتْ باليأسِ أعينُنـــــــــــا
نرنو إليــــــكَ بروحِ العاشقِ التَّعِبِ
شوارعُ التيهِ ظمأى في مدائنِنـــــــا
تشتاقُ حرفَكَ شوقَ النـــاي للقصبِ
فعدْ إلى حقلِنا شمســــــــــــاً وسنبلةً
وغيمةً في سمـــــــاءِ السدِّ والكُثُبِ
ألقِ القميصَ على أحزانِنا وطنــــــاً
واغفر لنا ما جمعنــــاهُ من الحطبِ