جهاد العصلي::
أيها الأوفياء،
ما أسطره اليوم ليس حكايات تُروى في مجالس السمر، بل هو شهادة بليغة من قلب المعترك، وكلمة تخرج من تجربة طبعت في الوجدان أشد دروس اليقين!
إن الثاني من ديسمبر لم يكن مروراً لصفحة في التقويم؛ بل كان ساعة الحسم الفاصلة التي انتفضت فيها قامات الرجال، العظماء وعلى رأسهم الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح الذي أطلق شرارة انتفاضة الثاني من ديسمبر 2017م ومعه رفيق دربه والامين الشهيد علي الزوكا رحمة الله تغشاهم ومعهم الكثير من رجال اليمن الشرفاء وامتحنت فيها صلابة المواقف، فكانت تلك اللحظة هي المنبر الذي أعاد رفع راية الشرف والكرامة في زمن خنق فيه الصمت أصوات المبادئ.
نحن منبثقون من صميم هذه الأرض الأبية! ندرك بعمق أن الثبات هو قمة الفضائل، وأن الدروب الوعرة هي وحدها التي تفضي إلى القمم المستحقة. لقد كان الثاني من ديسمبر زلزالاً هزّ الركود، ولم يغير مسار الوقائع فحسب، بل أشعل جذوة الوعي في أعماقنا، فاتحاً لنا طريقاً لا رجعة فيه نحو الحق، نحو المبدأ الذي لا يمكن لأي عين أن تخجل منه إذا استعرضنا مسيرتنا.
يا صنعاء… دماء العهد تتدفق!
وهنا اليوم، أطلقها مدويةً: ثورة_ديسمبر_مستمرة و العهد هو صنعاء! هذه ليست مجرد حروف تزين السطور، بل هي بيعة دماء نحملها وساماً على صدورنا. بيعة بأن إرادتنا لن تخمد، وأن هذا الوعي المتقد الذي فجرته تلك الانتفاضة لن ينطفئ، ولو اجتمعت علينا قوى الظلام!
لم نخلق لنكون مجرد مشاهدين على مسرح الأحداث! نحن جوهر الموقف، نحن الكلمة التي إن انطلقت، أحدثت صداها، وعبّدنا طريقاً نعلم يقيناً أنه طويل، لكننا لن نحيد عنه قيد أنملة، لأن الكلمة هي السلاح الأمضى، أطلقها بكل قوة وجلاء: يا صنعاء… لن تكوني بعيدة عن نبضنا!
إننا لا نطلق نداء “قادمون يا صنعاء” لنتوعد أو نشهر السيوف، بل نطلقه إيماناً بأن استرداد الحق هو فرض عين، وأن المدائن تُستعاد بتكثيف الوعي، وبتوحيد الصف، وبإصرار أهلها الأبيّ على أن يظلوا دروعاً أوفياء لها، مهما فصلتنا المسافات واختلفت الموازين!
قادمون يا صنعاء… بالإيمان الذي لا يلين، وبالإرادة التي تقهر المستحيل، وباليقين العميق أن كل بناء يقوم على الحق، هو بناء لا يعرف السقوط. قادمون لأن الانتماء الحقيقي عاصف لا يمحى، ولأن القلوب التي استوطنتها صنعاء لا تعترف بالجدران ولا باستعجال الزمن.
ولتعلموا أن الليل مهما استبد… فالفجر هو مصيرنا المحتوم! ومن حمل صرخة الحق يوماً، لن يقبل بغيرها خلاصاً.
هذا هو الموقف الراسخ… هذا هو القسم الأبدي… وهذا هو المسار الذي لن نتوقف في منتصفه أبداً