انتشار حشرة البق في مدارس صنعاء وسط تحذيرات صحية من كارثة بيئية نتيجة الأوضاع المعيشية
صنعاء - يمن المستقبل - خاص
تصاعدت مؤخراً شكاوى أولياء الأمور في العاصمة صنعاء من ظاهرة صحية مقلقة باتت تؤرق مضاجعهم، تتمثل في تفشي حشرات البق والكتن (حشرات الرأس) بشكل لافت في أوساط طلاب المدارس، مما ينذر بكارثة بيئية وصحية تهدد المؤسسات التعليمية.
وأرجع مختصون وخبراء في الجانب الصحي هذا الانتشار المخيف إلى الانهيار التام للمنظومة الصحية في المدارس، وغياب حملات التوعية الدورية، وأكدوا أن البيئة المدرسية تفتقر حالياً لأبسط مقومات النظافة العامة، مما جعلها بيئة خصبة لتكاثر ونقل الأمراض والعدوى بين الطلاب.
في سياق متصل، يشير المراقبون إلى أن الأسباب لا تقتصر على الجانب الإداري، ترتبط أيضاً ارتباطاً وثيقاً بـ الوضع المعيشي الكارثي الذي تعيشه الأسر اليمنية، حيث أدى العوز الشديد وتدهور القدرة الشرائية إلى عجز المدارس عن توفير ميزانيات تشغيلية كافية لأعمال النظافة والتعقيم، واضطرار الأسر لتقليص نفقاتها على مواد النظافة الشخصية والمنزلية بشكل كبير.
ويعكس هذا الواقع مأساة إنسانية عميقة، حيث وجدت آلاف الأسر نفسها أمام خيارات مرة، مجبرة على إيلاء الأولوية القصوى لتوفير ما يسد الرمق وتأمين لقمة العيش، متغاضية قسراً عن متطلبات النظافة الشخصية التي باتت ترفاً في نظر الكثيرين في ظل الظروف الراهنة.
ولعل الصورة الأكثر إيلاماً في المشهد، رصد ظاهرة تزايد أعداد الطلاب الذين يتوجهون إلى فصولهم الدراسية ببطون خاوية، حيث يفتك الجوع بأجسادهم الصغيرة قبل أن تفتك الحشرات بصحتهم، مما يضع الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية أمام مسؤولية أخلاقية عاجلة لإنقاذ جيل كامل من خطر الجوع والمرض.