عرفنا قدره بعد رحيله.. ناشط سياسي يروي تفاصيل اعتقاله عام 2006 ويكشف سر حكم صالح لـ 33 عاماً
يمن المستقبل - خاص
في شهادة مؤثرة عكست حجم التحولات في قناعات خصوم الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، كشف القيادي في جماعة الإخوان المسلمين مانع سليمان عن تفاصيل واقعة اعتقال تعرض لها عام 2006 برفقة زميله الراحل عمر البخيتي، مسلطاً الضوء على أسلوب تعامل النظام السابق برئاسة الزعيم الراحل الشهيد علي عبدالله صالح مع المعارضين، مبدياً ندماً شديداً على ما وصفه بذنوب المعارضة، التي يكتوي اليمنيون بنار نتائجها اليوم.
تعود تفاصيل الحادثة إلى محاضرة في العلوم السياسية بجامعة صنعاء عام 2006، وجه الناشط انتقادات وصفها بـ الجارحة والساخرة للغاية لشخص الرئيس صالح، ووفقاً لروايته، فإنه فور خروجه من بوابة الجامعة بعد الظهر بصحبة زميله، اعترضت طريقهم سيارة أجرة سوداء معكسة، ترجل منها ثلاثة أشخاص بزي مدني يحملون مسدسات وهراوات، وأشار مانع إلى أنه أُجبر وزميله على الصعود إلى السيارة تحت التهديد، ليتم اقتيادهم إلى سجن في منطقة مذبح، حيث كانت المفاجأة في غرف التحقيق، وفي مفارقة غير متوقعة، أوضح مانع أن وحشية الاختطاف لم تتبعها وحشية في التحقيق، فبعد إيداعهم الزنزانة، تم استدعاؤهم ليلاً للتحقيق، ليجدوا معاملة مغايرة تماماً للصورة النمطية.
ويضيف مانع في شهادته قائلاً: أخذوا أقوالنا بكل أدب واحترام، لا ضرب، لا إهانة، لا تعذيب، ولا سب للأعراض، مؤكداً أنه تم إعادتهم للزنزانة، ليُطلق سراحهم في اليوم التالي باحترام كامل.
واعتبر مانع أن هذا الموقف كان درساً كشف له السر خلف قدرة الرئيس صالح على حكم اليمن طيلة 33 عاماً، مشيراً إلى أن النظام كان يمتلك القدرة على الموازنة بين الهيبة والاحتواء.
وقارن مانع بين تلك الحقبة وبين فوضى 2011، واصفاً نفسه ومن معه حينها بالتائهين، ومعبراً عن دهشته من استجابة صالح لهتافاتهم بالرحيل، حيث ترك السلطة حقناً للدماء، تاركاً الشعب ليدرك لاحقاً قيمته كأب لجميع اليمنيين كما جاء في حديثه
واختتم مانع شهادته بنبرة حزينة، معتبراً أن المعاناة التي يعيشها اليمنيون اليوم هي نتاج لما أسماه ذنوبنا في معارضته، ومبدياً أسفه الشديد على كل إساءة وجهت لرجل وصفه بأنه كان صمام أمان البلاد.