المشهد اليمني اليوم يعاني من تحلل مفاهيم الدولة الحديثة حيث تقسم الدولة إلى مناطق نفوذ لجماعات مسلحة خارجة عن القانون تحكم بقوة السلاح لا عبر النظام والقانون ( المجلس الانتقالي الجنوبي ) وهذا ما يدفعنا بالحديث عن الوطن المقسم فعليا فالصراع القائم اليوم لم يعد بين الدولة واللادولة بل بين من يؤمن بالدولة اليمنية بوطن موحد ومن يصر على إبقاء الوطن رهينة السلاح والولاء الخارجي ورغم السواد الذي يلف المشهد فهناك رجال اوفياء احرار يقاتلون من أجل استعادة الوطن وكرامته مؤمنين بأن الوطن لا يمكن أن يختزل في مناطقية أو جماعات مسلحة والتي هي سرطان سياسي واجتماعي واقتصادي فهنا يتطلب مواجهة شاملة تتجاوز كل الحلول الأمنية بنزع السلاح الخارج عن القانون والأخطر من ذلك تحول بعض الأحزاب السياسية في اندماجهم بتلك المليشيات المسلحة لسعيهم وراء المناصب والغنائم .
المليشيات المسلحة هي جماعات خارجة عن القانون وتحولت إلى قوة موازية واحيانا متفوقة على الدولة بسبب الفوضى وضعف السلطة الحاكمة لأنها مدعومة بقدرات مالية من قوى خارجية تحكم هذه الجماعات المسلحة على الأرض وتستبيح المال العام في ظل صمت رسمي وتواطؤ سياسي فسكوت السلطة الحاكمة العجيبة تجاه تلك المليشيات المسلحة يضع أمام مصداقيتها مئة علامة استفهام وتعجب ؟ فمن واجب السلطة الحاكمة ملزمة بوقف تلك المليشيات ولكن ما نشاهده عكس ذلك خوفا منهم وعليها
إن تتنحي عن كراسيها وتعلن هزيمتها أمام تلك المليشيات الخارجة عن القانون فالسلطة الحاكمة تعتبر شريكة معهم في تدمير الوطن .
اليمن لم يشهد لها التاريخ خطف وقتل غدر اغتيال خراب دمار سلب ونهب والذي أصبح لازم من لوازم العيش بل أصبح جزء من حياة المواطن فالسجون للأسف تزدحم بالصحفيين والناشطين من دون محاكمة عادلة أو تقديمهم بتهم تعززها قانون المليشيات المسلحة وتمارس بحق اليمنيين تحت أنظار سلطة الدولة الفاسدة بسبب تحقيق غايات معينه سياسية ومالية وحتى وصلت إلى غايات شخصية فالوطن في خطر وهذه حقيقة واضحة منذ وقت طويل فالعاصمة عدن العاصمة التجارية ثغر اليمن الباسم تحولت شوارعها إلى القتل والخطف والدمار والأشجار التي كانت تزين شوارعها سقطت أوراقها نتيجة تلك المليشيات المسلحة .