حين يستأسد البغاث تفقد الحياة نكهتها والاشياء الاثيرة مكانتها وتعلن اللغة مواتا مؤقتا للمعاني الجليلة في قواميس التاريخ ونواميس الكون .
من نحن اذن!
وماذا سنكون وقد اعتلى الزبد وامتد النفق واشتدت العتمة وصارت القمم سهلة المنال.
حمود العودي الفيلسوف والباز المجنح في الأعال، عبدالرحمن العلفي الملتمس طريقه على شفرات السيوف وصاحبهما الاصيل النقي النبيل خالد شعب .
ثلاثة هؤلاء يلتحقون بركب هائل من الهامات اليمنية التي تقاد الى الزنازن والمعتقلات بدلأ عن استيعابها في مدارج الجامعات ومنحها ناصية الحكمة لتتدبر طرقا جديدة للسلام والتعايش واستعادة الدولة وبناء ما هدمته الحرب.
ما المنطق في اعتقال الحريصين على ترميم الجدران الآيلة للسقوط ..ما القيمة المضافة في سجل الهمجية التي يبتغي العدوان الداخلي اجتراحها لتشد من ازر العدوان الخارجي المتعهد بقضم الارض ونكث العهد والنيل من وحدة الشعب وسيادته.
لا غرو ان يصبح سيد الكهف عكازأ مزدوجا لعدوانين غاشمين فارس والخليج.
هذه الاعتقالات تجويع الشعب الاعتداء على الحريات تقويض الهوية الوطنية اشاعة العنصرية تجريد الناس من دفاعاتهم الذاتية التي تبني جدران الحماية الوطنية التغول في التفاصيل ..كل هذا البؤس ماذا نتوقع بعده.
حتى وان جاء الخليج بكل خزائنه ليشتري رضاكم ويستر عورات عجزه فإن سقوطكم أمام الشعب هو المعيار الذي ما من ميزان آخر لقياس ثقلكم الحقيقي وتعيين مكانكم في التاريخ المعاصر.
عندما تصبح السجون سكنى المفكرين والرواد وتغدو المنافي وطن الناجين من بطشكم فان مكاسب التحرر من نعمة العقل والتجرد من فضيلة الخوف على ارواح الشعب ودماء الابرياء سوف تكون جنايتها عليكم اكبر فداحة واشد ايلامأ
هل بقي في اوساطكم متدبر أم على قلوب اقفالها.
اطلقوا المعتقلين ..اغلقوا السجون امنحوا الناس حقهم في الحرية والحياة دافعوا عن مكاسب الوطن وسيادته ..انتصروا على الذات اولأ واقتربوا بصدق من قيم المواطنة وبذلك ينتصر اليمن وتتشاركون مع الشعب في معركة الخلاص الذي لن يكون ممكنا بدون الوحدةو الثورة والحرية والديمقراطية والمساواة .
افرجوا عن العودي والعلفي وشعب وعن زملائهم الذبن سبق اعتقالهم وانقطعت اخبارهم في ظل حقبتكم الكئيبة ولوثتكم الدهماء .