منبر حر لكل اليمنيين

تكتيك الترهيب في زمن الأقمار الصناعية

أسامة فؤاد محمد

تستمر جماعة الحوثي المصنفة دولياً كجماعة إرهابية في استخدام أساليب تثير السخرية بقدر ما تثير الخوف ففي مشهد يعيد إلى الأذهان أفلام الجاسوسية في حقبة الخمسينات أعلنت الجماعة مؤخراً عن القبض على “خلية تجسسية” متهمة إياها بالتجنيد ونقل المعلومات وعرضت اعترافات ملفقة تزعم قيامهم بتصوير بواخر ومواقع حساسة.

هذه المسرحية الهزلية التي تعتمد على تصوير السفن بهواتف عتيقة الطراز ونقل المعلومات بطرق بدائية تتجاهل بشكل صارخ واقع التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم ففي عصر الأقمار الصناعية وشبكات الاتصالات المتطورة لم تعد أجهزة الأمن بحاجة إلى جواسيس يلتقطون صوراً لبواخر من عرض البحر بهواتف “جار عليها الزمن”.

إن الإصرار على استخدام هذه الأساليب البالية يكشف عن نهج الحوثي المعهود والذي يعتمد على ترهيب المواطنين وزرع الخوف في قلوبهم فمن خلال هذه القضايا المصطنعة يوجه الحوثيون رسالة واضحة كل من يجرؤ على المطالبة بأبسط حقوقه سيواجه تهمة التجسس ومصيرًا مجهولًا.

هذه الاتهامات التي تفتقر إلى أي مصداقية تهدف إلى قمع أي معارضة محتملة وتكميم الأفواه المطالبة بالحقوق الأساسية فبدلاً من معالجة المشاكل الحقيقية التي يعاني منها اليمنيون يلجأ الحوثيون إلى اختلاق قصص التجسس لخلق حالة من الذعر والشلل في المجتمع.

إن ترويج الحوثيين لمثل هذه الأكاذيب يمثل استخفافًا بذكاء اليمنيين وإهانة لكرامتهم فبدلاً من الانخراط في حلول حقيقية للأزمة الإنسانية والاقتصادية التي يعيشونها يختار الحوثيون اللعب على وتر الخوف والترهيب في محاولة يائسة للحفاظ على سلطتهم.

إن مسرحية “جاسوسية الخمسينات” التي يقدمها الحوثيون ما هي إلا دليل إضافي على عجزهم عن مواكبة العصر وفشلهم في إدارة البلاد فبدلاً من بناء دولة حديثة تحترم حقوق مواطنيها، يصر الحوثيون على العودة باليمن إلى عصور الظلام والتخلف معتمدين على التضليل والترهيب كأدوات رئيسية لحكمهم.

تعليقات