وداعاً افتهان المشهري
اليوم ودعت تعز ابنتها البارة، ومديرة صندوق النظافة والتحسين، الشهيدة افتهان المشهري، التي ارتقت جراء أياد آثمة أرادت أن تطفئ شعلة مضيئة من شعل العطاء والإخلاص.
رحلت افتهان، لكن رحيلها لم يكن مجرد رحيل جسد، بل هو رحيل قيمٍ جسدتها في حياتها العملية والإنسانية، قيم الوفاء والصدق والأمانة.
اليوم، وُري جثمانها الطاهر الثرى، فيما كانت تعز تبكي على امرأة لم تعرف إلا كيف تخدم مدينتها بشرف، وتدافع عن حق الناس في بيئة نظيفة ومدينة أجمل، رغم كل التحديات والصعاب.
رحلت افتهان، فخسرت تعز واحدة من أنبل نسائها وأكثرهن تفانياً في العمل. لكن، وبرغم هذا الرحيل القاسي، ستظل روح افتهان المشهري حية في شوارع تعز، في عيون أبنائها، في ضمير كل من آمن بالصدق والعمل الشريف.
ستظل روحها سيفاً مسلطاً على رقاب الفاسدين، وجرس إنذار لكل من ظن أن بإمكانه إسكات صوت الحق وإطفاء ضوء الأمانة.
وداعاً افتهان المشهري، رحلتِ عنا جسداً، لكنك باقية في وجداننا مثالاً يحتذى ونموذجاً للمرأة اليمنية الصامدة الشجاعة، وسيبقى إخلاصك وعملك عنواناً مضيئاً ما بقينا.
سلام عليك يوم عشتِ صادقة، ويوم رحلتِ شهيدة، ويوم تبعثين حية عند رب رحيم.