“رابطة” تصدر بيانيْ “إدانة وتنديد” حول ضرورة تمكين الشباب اليمني وتنديد بالاعتقالات الجارية
يمن المستقبل - جنيف - نيويورك
دعاء رئيس رابطة معونه في بيان له الأمم المتحدة إلى تمكين الشباب اليمني كمدخل لتحقيق السلام واستعادة الدولة وإنهاء الحرب من خلال دعم رؤية انقاذ وطنية بقيادة جديدة من الشباب الذين لم يتورطوا في الصراع ، ويندد بجريمة اغتيال الشهيدة افتهان المشهري.
وشاركت رابطة معونه لحقوق الإنسان والهجرة (AMHRI)، ممثلة برئيسها الأستاذ محمد علي علاو، في الاجتماع العام الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بمناسبة الذكرى الثلاثين لبرنامج العمل العالمي للشباب، تحت شعار: “برنامج العمل العالمي للشباب بعد 30 عاماً: تسريع التقدم العالمي من خلال التعاون بين الأجيال”، وذلك في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
وفي إحاطته الشفهية، أكد رئيس الرابطة أن اليمن تُعد دولة شابة، حيث يشكل الشباب ما يقارب ثلاثة أرباع السكان، لكنهم يعيشون ظروفاً مأساوية في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد، وهو ما جعلهم بين فكي العنف والإقصاء من جهة، والأمل في قيادة التغيير الإيجابي من جهة أخرى.
وأوضح علاو أن الشباب اليمني، رغم معاناته من البطالة التي تتجاوز 65%، ومن انهيار التعليم بفعل تدمير أكثر من نصف المؤسسات التعليمية، يظل قوة اجتماعية وسياسية قادرة على قيادة جهود السلام والتغيير إذا ما أُتيحت له الفرصة. وأضاف أن استمرار الإقصاء السياسي والاجتماعي يشكل خطراً جوهرياً على مستقبل الدولة اليمنية.
كما سلطت الرابطة الضوء على انتهاكات جسيمة يتعرض لها الشباب في مناطق النزاع، بما في ذلك القتل والتجنيد القسري والاعتقالات والإخفاء القسري، محملة ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران المسؤولية الأكبر عنها. وأدانت الرابطة بشدة جريمة اغتيال الناشطة أفتهان المشهري، واعتبرتها استهدافاً ممنهجاً لصوت الشباب والمرأة، مطالبة بفتح تحقيق شفاف وشامل بقيادة حقوقية من كل الاطراف ومحاسبة الجناة والمحرضين.
وأكدت الرابطة أن السلام في اليمن لن يتحقق دون إشراك الشباب اليمني في صياغة مستقبل البلاد، داعية المجتمع الدولي إلى:
1. مواءمة الدعم الموجه لليمن مع أولويات برنامج العمل العالمي للشباب في التعليم والتوظيف والمشاركة السياسية، من خلال تبني برنامج إنقاذ وطني بقيادة جديدة.
2. دعم آليات المساءلة وإنصاف الضحايا، بما في ذلك التحقيق في جريمة اغتيال افتهان المشهري.
3. تعزيز التعاون بين الأجيال وإشراك الشباب في صياغة الحلول الوطنية والدولية المتصلة بخطة 2030 و”ميثاق المستقبل”.
واختتمت الرابطة بيانها بالتأكيد على أن نجاح برنامج العمل العالمي للشباب يُقاس بقدرتنا على حماية وتمكين الشباب في أكثر البيئات هشاشة، واليمن شاهد حي على ذلك.
الرابطة وفي بيان إدانة آخر نددت بحملة الاعتقالات الاخيرة التي نفذتها ميليشيا الحوثي ضد عدد من الناشطين اليمنيين المحتفلين بعيد 26 سبتمبر، حيث جاء في البيان:
في الوقت الذي كان فيه اليمنيون في مختلف المدن والمناطق التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثيين يستعدون للاحتفال بذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، شنت ميليشيات الحوثيين حملة اعتقالات واسعة استهدفت ناشطين إعلاميين وحقوقيين ومواطنين عاديين لمجرد اعلانهم عن رغبتهم التعبير عن فرحتهم بهذا الحدث الوطني. فقد طالت هذه الحملة القمعية اعتقال كلا من الإعلامي ماجد زايد، والشيخ عارف قطران ونجله، إضافة إلى المحامي والناشط الحقوقي عبدالمجيد صبره، والناشط الإعلامي أوراس الإرياني، إلى جانب آخرين من الأصوات الحرة التي لم ترتكب أي ذنب سوى تمسكها بحقها في التعبير عن الولاء لقيم الجمهورية .
تؤكد رابطة معونه لحقوق الإنسان والهجرة أن هذه الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري ليست سوى حلقة جديدة في مسلسل القمع الممنهج والارهاب المجتمعي الذي تنتهجه ميليشيات الحوثيين في مناطق سيطرتها، حيث تواصل خنق الحريات وإرهاب المجتمع، في انتهاك صارخ للمواثيق والمعاهدات الدولية التي تكفل الحق في حرية الرأي والتعبير، وفي مقدمتها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية .
إن اعتقال هؤلاء الناشطين والمواطنين اليمنيين ، في وقت يحتفي فيه الشعب اليمني بذكرى الثورة التي أطاحت بحكم الكهنوت الإمامي والاستبداد قبل أكثر من ستة عقود، ليعكس خوف الميليشيات الكهنوتية الانقلابية من إرادة الناس وتمسكهم بجمهوريتهم الخالدة . كما يشير بوضوح إلى أن هذه الجماعة الانقلابية لا تتسامح مع أي مظهر من مظاهر الاختلاف، بل وتعتبر ان أي صوت مستقل او مخالف لها تهديداً لسلطتها القائمة على القمع والارهاب المجتمعي .
وإزاء هذه التطورات، تدعو الرابطة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين ، وإلى وقف سياسة الاعتقالات التعسفية التي طالت الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمواطنين الأبرياء. كما تناشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان الدورة 60 والجمعية العامة للأمم المتحدة الدورة 80 الى ادانة هذه الانتهاكات الحوثية الممنهجة ضد الشعب اليمني وممارسة الضغط الجاد على الميليشيات الحوثية وايران لوقف هذه الانتهاكات الخطيرة الممنهجة والافراج عن جميع المعتقلين لديها فورا، ومحاسبة المسؤولين عنها.
وفي هذا السياق، تعرب رابطة معونه عن تضامنها الكامل مع أسر المعتقلين الذين يعيشون اليوم معاناة نفسية واجتماعية مضاعفة جراء حرمانهم من أبنائهم وأحبائهم. وتؤكد الرابطة أنها تقف إلى جانبهم في هذه المحنة، وستواصل مناصرتهم والدفاع عن حقوقهم حتى ينال جميع المعتقلين حريتهم الكاملة ويتمتعوا بحقوقهم المشروعة.
