إلى القائمين على الأجهزة الأمنية في مدينة تعز …
ماذا يعني أن تكونوا “قائمين” على الأمن، ومدينةٌ بأكملها تسقط في فوضى الخوف؟
كيف تفسّرون أن تغتال امرأة في وضح النهار، في قلب مدينة تعرف تفاصيل قاتليها أكثر مما تعرف وجوه شهدائها؟
أليس الأمن أول ما تُقاس به هيبة الدولة وكرامة الناس؟
فأين أنتم من كرامة امرأة أُزهقت روحها بذخيرة كاملة، كان يجب أن توجه نحو العدو لا نحو صدورنا؟
لقد ماتت “افتهان” قبل عدة ساعات .. مات اليقين بأن في هذه المدينة شيئًا يُحترم، أو يُخشى، أو يُصان في ظل هذا الانفلات وتواجد المفصعين المحشرين للركب.
أصبح الأمن مظلة مثقوبة، والشارع فخًا مفتوحًا، والبندقية لا تميّز بين من يجب أن تحميه، ومن يجب أن تحاربه.
أقسمُ بالله، إن أردتم اجتثاث العار، فلا تبحثوا عنه في دماء النساء، بل في وجوهكم أولاً .
قوموا بوأد العار في داخلكم، في كل من تستر بالوطن ليمارس الفساد، في كل مسؤولٍ اعتقد أن البيادة سلطة، لا مسؤولية.
اخنقوا العار الذي يتنفس في مفاصل الدولة، والمحور، في الشوارع التي تحوّلت إلى مسارح للابتزاز والقهر، وفي المناطق التي فقدت شرفها حين احتمى القتلة بجدرانها.
وداعاً أيتها الشهيدة .. يا نقية الدم والموقف