منبر حر لكل اليمنيين

دلالات خطاب الرئيس المصري في قمة الدوحة

أحمد محمد الخالدي

يعد خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة العربية والإسلامية المنعقدة في الدوحة، تحولاً بالغ الأهمية يعكس درجة التحول السياسي الجديد للقاهرة، فبعد تقديم التضامن الأخوي المصري الكامل جراء العدوان الإسرائيلي الآثم، الذي شهدته الأجواء والأراضي القطرية.
تناول الخطاب أبعادا مهمة في مدلولاته، من حيث اللغة الدبلوماسية الذكية المستخدمة، ومن حيث دلالات السياقات والتوقيت، كذلك من حيث إمكانية كسرً زيف الروايات الرسمية للحكومة الإسرائيلية المبررة جرائمها لشعبها بدرجة أولى، وللآخرين.
أصبح الخطاب محط اهتمام وسائل إعلام العدو بالدرجة الأولى وكذلك وسائل الإعلام العربية والدولية، من خلال تناول سياقاته وتحليل مضمونة، بشكلٍ واسع ومستفيض،
وأهم النقاط الذي تناولها الخطاب يمكن ايجازها كالتالي:-
بعث الخطاب رسائل موجهه لشعب إسرائيل، وهذا مسار دبلوماسي يعطي مؤشر لعدم جدوى من الاستمرار في مخاطبة حكومة إسرائيل، وقد يفسر كنوع من التوبيخ والتجاهل لقادة إسرائيل.
رمي الكرة في ملعب شعب إسرائيل لتحمل المسؤولية الكاملة عن تبعات عبث قادتها وتقويض مستقبل الأمن الاسرائيلي، واقحامهم في مغامرات غير محسوبة، ستجلب لهم مزيداً من العداء وخلق الكراهية في المنطقة والعالم، وهذا ما سيؤدي بدوره إلى إيجاد شرخ داخلي وهوة عميقة بين الشعب وصناع القرار في إسرائيل .
ومع وصف إسرائيل ب العدو فإن ذلك يكشف عن مدى التحول في الخطاب الرسمي المصري، والتخلي عن الأنماط اللغوية السابقة التي أستمرت منذُ اتفاقية “كامب ديفيد” الى وقتنا الحاضر، وعلى مدى تلك العقود استخدم الجانب الرسمي المصري في تخاطبه مع إسرائيل مصطلحات دبلوماسية اكثر مرونة.
ومن الواضح أن إسقاط مصطلح العدو يعيد تعريف نوع العلاقة بإحياء تراث في وجدان الجماهير، طابعه اخلال إسرائيل بالتعايش السلمي في المنطقة.
الخطاب آتى في حالة غضب جماعي إقليمي ودولي نتج عنه انعقاد قمة عربية إسلامية طارئة، وهذا بدوره يعزز قوة الخطاب الدبلوماسية، بالتزامن مع التصعيد المستمر في غزة، والانتهاكات المستمرة للقانون الدولي.
وكذلك التلويح والتحذير من انهيار الاتفاقيات المبرمة سابقاً للسلام والتي تعتبر مقدسة في الاذهان الإسرائيلية.
مع تجديده تعهد مصر في سبيل دعم القضية الفلسطينية، والقضايا العربية، وتأكيد دعوته للمجتمع الدولي للقيام بمسؤوليتها تجاه استتباب السلم والأمن الدوليين .

تعليقات