منبر حر لكل اليمنيين

هل من مجيب لصرخة الطلاب اليمنيين في مصر

أسامه فؤاد محمد

إن وضع أبنائنا الطلبة في مصر مأساوي بكل ما تحمله الكلمة من معنى فبدلًا من أن يكونوا في قاعات الدراسة يتلقون العلم والمعرفة وجدوا أنفسهم في الشوارع ضائعين بين روتين الحياة اليومية وقلق المستقبل المجهول إن إغلاق المدارس اليمنية في مصر لم يكن مجرد قرار إداري بل هو حكم بالإعدام على مستقبل جيل كامل من الشباب اليمني الطموح.

إن الدور المتخاذل للسفارة اليمنية في مصر في التعامل مع ملف طلبة الجالية اليمنية يثير الاستياء وخيبة الأمل فبدلًا من أن تكون السفارة هي الحاضنة والداعمة لأبناء الوطن في الغربة نراها تقف مكتوفة الأيدي غير قادرة على إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة المتفاقمة إن هذا التخاذل يضع علامات استفهام كبيرة حول مدى اهتمام السفارة بمصالح الطلبة اليمنيين في مصر.

لذلك نناشد الشرعية اليمنية ممثلة برئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ورئيس الوزراء سالم بن بريك والسفير اليمني في مصر خالد بحاح بتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه المأساة فبصفتهم قادة وممثلين للشعب اليمني يقع على عاتقهم واجب حماية حقوق أبنائنا في التعليم وتوفير البيئة المناسبة لهم لتحقيق طموحاتهم إن هذا التقصير لا يغتفر وسيسجل في صفحات التاريخ كوصمة عار على جبين القيادة السياسية اليمنية.

وما زاد الطين بلة هوا قرار وزارة التربية والتعليم اليمنية برفض السماح للطلاب بالدراسة عبر الإنترنت لا نعلم هل نسميه تعنت او استهتار بمستقبل أبنائنا فبدلًا من أن تبحث الوزارة عن حلول بديلة لإنقاذ العام الدراسي نراها تتخذ قرارات تعسفية تزيد من معاناة الطلاب وأهاليهم إن هذا القرار يوضح مدى الانفصال التام بين الوزارة والواقع المرير الذي يعيشه الطلاب اليمنيون في مصر.

أتوجه بهذا المقال إلى كل صاحب ضمير حي وإلى كل مسؤول يمني غيور على مصلحة الوطن وإلى كل المنظمات الحقوقية والإنسانية لإنقاذ مستقبل أبنائنا الطلبة اليمنيين في مصر إن الوقت يمر بسرعة وكل يوم يمر بدون حل هو خسارة فادحة لمستقبل اليمن.

على السفارة اليمنية أن تضطلع بدورها الكامل في التواصل مع السلطات المصرية لإيجاد حلول عاجلة لهذه المشكلة بعيدا عن التنصل من المسؤولية وإلقاء الحمل على اولياء الأمور.

كما نناشد الحكومة اليمنية تخصيص ميزانية طارئة لدعم الطلاب اليمنيين في مصر وتمكينهم من الالتحاق بالمدارس المصرية وتسهيل الإجراءات المتبعة لهذه الخطوة.

كما يجب على وزارة التربية والتعليم اليمنية على اقل تقدير السماح للطلاب بالدراسة عبر الإنترنت كحل مؤقت، ريثما يتم إيجاد حلول جذرية للمشكلة.

ونتمنى من الحكومة اليمنية النائمة بالعسل التواصل مع المنظمات الدولية المعنية بالتعليم للحصول على الدعم والمساعدة في حل هذه المشكلة.

إن مستقبل اليمن يكمن في شبابها ولا يمكننا أن نسمح لهذه الأزمة أن تدمر أحلامهم وطموحاتهم فلنعمل معًا لإنقاذ مستقبل أبنائنا ولنكن على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا كأولياء امور وإعلاميين وصحفيين وناشطين.

تعليقات