والدي وقائدي الشهيد الزعيم الصالح عفاش رحمة الله تغشاك ، يؤسفني ان احيطك علماً بان كل ما حذرتنا ونبهتنا منه قد حصل ، فلقد تفككت الدولة وانهار النظام وضاعت كل مؤسسات الدولة وسقطت الجمهورية وفقدنا السيادة والاستقلال وتشتت وحدتنا وتمزق نسيجنا الاجتماعي الي مليون مليون خرقه رثه باليه .
واجتاحتنا من بعدك العنصرية والمناطقيه والمذهبية والحزبيه والطائفية ، وتشرذمنا وتقسمنا الي عدة كانتونات تتصارع على الفراغ ، وعلى اللاشئ ، وفقدنا قرارنا واستقلالنا وسيادتنا ووحدتنا وايماننا وحكمتنا ، واصبحت اليمن مجرد ورقة ضغط وابتزاز رخيصة يتم استخدامها ومقايضتها مقابل مصالح واجندات لطالما حذرتنا منها .
وتوغل وتغول الفساد ، واصبح عادة وسمه من سمات الحكم ، وتفشت الجريمة والظلم والاميه ، وضاعت العملة وقيمتها، بل اصبح لدينا عملتين لكل واحدة منهم قيمة ، وهناك احتمال ان تظهر عملة ثالثه في غضون الايام القادمة ، ولم يعد لدينا اي مقومات اقتصاد وطني فلقد تم افراغ البلاد من كل مالها واقتصادها ومحتواها الاقتصادي .
وامسى غالب الشعب بين قتيل ومعاق وجريح واسير ومعتقل ومخفى ومطارد ومشرد ونازح وجائع ومجنون بلا رواتب بلا حقوق بلا امن وامان يحميه ، وجعل الكل يتلاعب بحقوقه ومقدراته ، واصبحت اليمن مصدر دخل عظيم لموظفي الامم المتحدة والمنظمات الاممية والانسانية والجمعيات الخيرية الذين يعتاشون من ظهر ماسأة اليمن واليمنيين .
كل ما ذكرته هو غيض من فيض ، والقادم اسواء ومظلم ومجهول ، فلقد اصبح بأسنا شديد بيننا البين ، وقلوبنا شتى ، واعتقد انها عدالة السماء التي ستطال الجميع بدون استثناء ، لاننا اخطأنا في حقك وخذلناك ولم نسمع تحذيراتك وتنبيهاتك ، اسأل الله الذي لا اله الا هو ان يتغشاك بواسع رحمته وان يسكنك فسيح جناته خالداً مخلداً بين الشهداء والصديقين.
- ضابط يمني.