في الذكرى الثالثة والأربعين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، نقف أمام محطة تاريخية تضيء مسيرة حزبٍ وُلد من رحم الأرض اليمنية، من عمق آلام الجماهير وتضحيات المناضلين، ليكون التعبير الأصدق عن إرادة شعبٍ حر لا يقبل الوصاية ولا ينكسر أمام التحديات.
على مدى ثلاثة وأربعين عامًا، لم يكن المؤتمر مجرد أوراق أو شعارات، بل كان دماءً زكية سالت، وعرقًا أُريق في ميادين البناء، وقلوبًا مؤمنة باليمن الكبير.
كان صوت الفلاح في حقله، والعامل في مصنعه،
والجندي في ميدانه،
والطالب في جامعته،
والأم التي ربت أبناءها على حب الوطن والتضحية في سبيله.
اليوم،
ونحن نحيي هذه الذكرى الوطنية الخالدة،
نجدد العهد لدماء الشهداء،
لآهات الجرحى،
لصبر الأسر المكلومة،
ولأمل الأجيال القادمة التي تنتظر يمنًا جديدًا يليق بتضحياتها.
إن المؤتمر الشعبي العام سيظل مدرسة وطنية راسخة،
مشروعًا جامعًا لا يقبل التشرذم ولا الطائفية، حاميًا للجمهورية،
صائنًا للوحدة،
ودرعًا للسيادة والاستقلال.
لقد حاول المتآمرون أن يضعفوا المؤتمر وأن يثنوا قواعده عن مسارها،
لكنهم فشلوا، لأن المؤتمر لم يكن يومًا ملكًا لأحد،
بل كان وما يزال ملكًا للشعب،
حزب الوطن الكبير الذي لا ينحني إلا لليمن.
وفي هذه الذكرى الغالية،
نتوجه بنداء وفاء لكل الشباب الذين يشكلون طاقة الحاضر وأمل المستقبل،
لكل النساء اللواتي صبرن وصنعن الأبطال،
لكل المغتربين الذين حملوا اليمن في قلوبهم،
ولكل أبطال الجيش والأمن الذين يسطرون بدمائهم معنى التضحية والفداء.
إننا في المؤتمر الشعبي العام نؤكد أننا سنبقى كما وُلدنا،
حزبًا من الشعب وللشعب،
عصيًّا على الانكسار،
ثابتًا على مبادئه الوطنية، متمسكًا بمشروع الدولة العادلة،
حالمًا بيمنٍ جديد يجمع كل أبنائه تحت راية الجمهورية،
وطنًا شامخًا لا يُختطف ولا يُباع.