الشيخ عارف الزوكا، الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام، لم يكن مجرد قيادي حزبي، بل كان رجل دولة جسّد في حياته أسمى معاني الوفاء والإخلاص. ارتبط اسمه باسم الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، ليس فقط كرفيق نضال، بل كصاحب مبدأ، سار معه في طريق واحد حتى اللحظة الأخيرة.
في أصعب الظروف وأشدها ظلامًا، حين تكالبت المليشيات الحوثية الكهنوتية على الوطن، وقف الزوكا شامخًا، مدافعًا عن الجمهورية وعن مبادئ المؤتمر، رافضًا كل مغريات الاستسلام أو الخيانة. كان بإمكانه النجاة، لكنه اختار أن يُستشهد إلى جانب الزعيم، ليضرب بذلك أعظم صور التضحية والولاء.
لقد أثبت عارف الزوكا أن الوفاء لا يُشترى ولا يُصطنع، بل يُولد مع الرجال الأوفياء ويعيش معهم حتى مماتهم. كانت مواقفه عنوانًا للشجاعة، وذكراه ستظل نبراسًا لكل الأحرار، نتعلم منها معنى الالتزام بالمبادئ، والصدق في المواقف، والوفاء في زمن قلّ فيه الأوفياء.
رحم الله الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، ورحم الله رفيقه الوفي عارف الزوكا، وأسكنهم فسيح جناته. فقد كانوا رجالًا أوفياء، ومبادئهم ستظل خالدة في ذاكرة اليمنيين.