منبر حر لكل اليمنيين

حضور جماهيري حاشد في جنازة الشيخ المؤتمري زيد محمد أبو علي يبعث رسائل سياسية قوية

صنعاء - القاهرة - خاص - يمن المستقبل

شهدت العاصمة صنعاء يوم السبت حضوراً جماهيرياً مهيباً في مراسم تشييع جثمان الشيخ المؤتمري البارز زيد محمد أبو علي أحد وجهاء اليمن ومحافظة المحويت، في مشهد أعاد إلى الواجهة حجم الرفض الشعبي المتنامي للمليشيا الحوثية الإرهابية، وحمل في طياته رسائل سياسية بالغة الدلالة.

وتوافدت حشود ضخمة من شيوخ ووجهاء القبائل وقيادات سياسية واجتماعية، إضافة إلى آلاف المواطنين من مختلف مناطق البلاد، للمشاركة في التشييع الذي اتخذ طابعاً رمزياً وسياسياً فاق كونه مجرد مناسبة جنائزية.

ورأى مراقبون أن هذا الحضور الكبير الذي تجاوز التوقعات، لم يكن عفوياً بقدر ما كان تعبيراً عن حالة احتقان شعبي ورسالة مباشرة للمليشيات الحوثية مفادها أن محاولة تغييب الرموز الوطنية والقبلية لن تمر دون ردود فعل، وأن عمق المؤتمر الشعبي العام لا يزال حاضراً بقوة في المشهد اليمني رغم محاولات التهميش والإقصاء.

وكان الشيخ زيد محمد أبو علي قد توفي في الـ17 من يوليو الجاري، وقد شكلت جنازته لحظة فارقة في المشهد السياسي والاجتماعي، حيث تحولت إلى تظاهرة صامتة شارك فيها الآلاف من أنصار المؤتمر ورجال القبائل والمواطنين الذين توافدوا بكثافة من مختلف المحافظات.

وجسدت جنازته حجم التأثير الذي مثله في محيطه السياسي والاجتماعي، خصوصاً في أوساط الشباب، إذ عُرف بمواقفه الوطنية المعتدلة ودوره كصوت للحكمة في لحظات الانقسام والتجاذب، وتحولت مراسم التشييع إلى استفتاء شعبي على حجم الرفض للممارسات الحوثية، ورسالة واضحة أيضاً برفض تغييب القيادات المعتدلة المؤثرة.

أما الشيخ ناجي جمعان فقد توفي وشيع جثمانه في شهر مايو الماضي، وشهدت جنازته أيضاً حضوراً واسعاً من مختلف التيارات والقبائل، ما يؤكد المكانة الكبيرة التي يحظى بها رموز المؤتمر الشعبي العام في أوساط الشعب اليمني.

وقد أُقيمت صلاة الجنازة للشيخ زيد محمد أبو علي في إحدى الساحات الكبرى بالعاصمة المختطفة صنعاء، وسط هتافات متفرقة تندد بجرائم الميليشيا الحوثية وتؤكد على ضرورة استعادة الدولة والمؤسسات، كما رفعت بعض اللافتات التي حملت شعارات تثمن تضحيات الرموز الوطنية وتدعو للوحدة في وجه مشروع التمزيق والهيمنة.

وبالرغم من محاولات التضييق والرقابة فقد نجحت الجماهير في تحويل المناسبة إلى وقفة احتجاجية صامتة تعبر عن سخطها من الأوضاع الراهنة، وتعيد التأكيد على تمسكها بالثوابت الوطنية والهوية الجمهورية.

ويُتوقع أن ينعكس هذا الحدث الكبير في حسابات القوى السياسية، لا سيما تلك التي تراهن على تفكيك البنية القبلية والحزبية المعارضة لمشروع ميليشيا الحوثي الإرهابية.

كما تم يوم أمس استقبال واجب العزاء في عدد من المحافظات والعواصم بما فيها العاصمة القاهرة التي توافد عدد من المحبين والقيادات لأداء واجب العزاء نظراً لما تمتع به الفقيد من محبة وعلاقات طيبة وروح جمهورية خالصة.

تعليقات