عشر سنوات مرّت، ولا يزال شبح الفساد يلاحق “الشرعية” المزعومة، التي اتخذت من الفنادق الفارهة في الخارج مقرًا لها، تاركة الوطن يئن تحت وطأة الحرب والفقر. عشر سنوات عجاف، لم نرَ فيها من هؤلاء القابعين في الخارج سوى صراعات محمومة على السلطة، وتقاسم للمغانم، وتجاهل تام لمعاناة الشعب الذي يفترض أنهم يمثلونه.
أين هم من دماء الشهداء التي سالت؟ أين هم من دموع الأمهات الثكالى؟ أين هم من أنين الجرحى والمشردين؟ لا شيء، سوى بيانات جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع، وتصريحات فضفاضة لا تعكس واقعًا مريرًا يعيشه اليمنيون في الداخل.
لقد فشلت هذه الشرعية فشلًا ذريعًا في تحقيق أبسط مقومات الحكم الرشيد. لم تستطع تأمين شارع واحد، ولا تثبيت سعر الصرف، ولا حتى تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين. كل ما برعت فيه هو نهب المال العام، وتضخيم الأرصدة في البنوك الأجنبية، وتأجيج الصراعات الداخلية لخدمة مصالح شخصية ضيقة.
بينما هم يتصارعون على السلطة في فنادقهم المكيفة، تعبث الميليشيات بالوطن شمالًا وجنوبًا. تزرع الخراب والدمار، وتنشر الفوضى والفتن، وتعبث بمقدرات البلاد. لقد أصبح الوطن ساحة مفتوحة للعبث، والشرعية غائبة تمامًا عن المشهد، وكأن الأمر لا يعنيها.
إلى متى سيستمر هذا العبث؟ إلى متى سيظل الشعب اليمني رهينة لهذه الشرعية الفاسدة التي لا تمثل إلا نفسها؟ لقد حان الوقت لكي يتحمل هؤلاء المسؤولية عن فشلهم، وأن يتركوا المجال لأجيال جديدة قادرة على بناء يمن جديد، يمن يسوده العدل والمساواة والحرية.
كفى عبثًا بمصير الوطن.. كفى استهتارًا بمعاناة الشعب.. كفى فسادًا وصراعات على السلطة.. لقد طفح الكيل!
#يوميات_باحضرم
#القلم_الحر🖋