كارثة بيئية تضرب سقطرى.. نفوق جماعي للدلافين على شواطئ نوجد وقلنسية
سقطرى/ يمن المستقبل/ خاص
في مشهد لم تعهده واحدة من أندر جزر العالم بيئياً، استيقظ سكان جزيرة سقطرى اليمنية على فاجعة بيئية، شواطئ (نوجد وقلنسية) المصنفتان من بين الأجمل في الأرض، شهدتا نفوقاً جماعياً غامضاً لعشرات الدلافين وعدد من الحيتان، في كارثة غير مسبوقة تهدد التوازن البيئي في هذا الأرخبيل الفريد.
وكان عدد من الناشطين تداولوا صورا وفيديوهات للدلافين أثناء نفوقها خارج مياه البحر وسط محاولات من قبل السكان اعادتها دون جدوى ما لفت الأنظار إلى وجود مشكلة بيئية وليس درجة الحرارة كما يروج البعض.
ما حدث لم يجد له أهالي الجزيرة ولا المهتمون بالبيئة إجابة حتى الآن، البعض يردد فرضية الانتحار الجماعي كما في بعض الحالات النادرة عالمياً، إلا أن خبراء ومتابعين يرون أن الانتحار تفسير سطحي لحدث قد يكون خلفه نشاط بشري مدمر، سواء كان تلوثاً كيماوياً أو استخداماً لتقنيات بحرية ضارة مثل السونارات العسكرية أو الصيد الجائر بوسائل غير مشروعة.

وتحتضن جزيرة سقطرى المدرجة على قائمة التراث العالمي أكثر من 700 نوع من الكائنات الحية التي لا توجد في أي مكان آخر على الأرض، لكن هذه الكارثة البيئية تدق ناقوس الخطر ضمن قائمة طويلة من الإهمال البيئي والسياسي الذي تعانيه الجزيرة.
الناشطون المحليون أطلقوا نداءات عاجلة للمنظمات البيئية العالمية لإيجاد فرق تحقيق مستقلة، والضغط على السلطات لفتح تحقيق شفاف حول ملابسات هذه الحادثة، فالمكان الذي يقال إن الدلافين اختارت أن تموت فيه، هو نفسه الذي يقذف فيه البحر أحجاراً كريمة فريدة، وكأن الطبيعة كانت تحاول منذ زمن أن تهمس بأنها أثمن من أن تُترك نهباً للإهمال والجشع.
يقول أحد السكان المحليين وهو يوثق الكارثة بكاميرته البسيطة، لا أصدق أن هذه الكائنات قررت فجأة أن تموت، هناك شيء مريع حدث في البحر، هذه الكارثة ليست طبيعية، إنها اغتيال بطيء لبيئة لا مثيل لها.