منبر حر لكل اليمنيين

نجيب الصديق الذي لا ينسى

د. طه حسين الهمداني

كان أخي وصديقي الحبيب الراحل الدكتور نجيب منصور العوج ممتلئ بالحياة وأحوالها، وكان لكل شيء صدى وهو الذي نجح في مختلف الجوانب بدءًا من كونه انسان حمل مشاعل النور والتنوير وحصد محبة الجميع دون استثناء، حيث شكل شخصية محورية وفارقة في علاقاته مع الآخرين في العمل ودراسته العليا وحتى في الأعمال التطوعية وما يخص الشباب والريادة في معظم الأعمال.
تأتي اليوم ذكرى رحيله الأولى، إذ يمكن أن تمر دون التذكير بمقام الرجل وحياته التي كانت رافدًا ورافعة وقيمة كبيرة استطاعت أن تشكل حلقة وصل بين كافة الفرقاء وأن تضع بصمتها في كثير من مناحي الحياة، وأن تلعب دورا بارزا في الحياة السياسية والرياضية والاجتماعية يستحيل نسيانه أو تجاوزه بسهولة.
ولعل أقل واجب تجاه هذا الرجل الذي شكل رحيله وجعا كبيرا علينا نحن أصدقاؤه وإخوانه، أن نتذكره جسدا وروحا أفنى جل عمره في العمل الإنساني وتشجيع الشباب والريادة على كافة المستويات، وزيرا وطالبا وانسانا وأبا وصديقا ومواطنا صالحا يسبر أغوار الحياة ويردم الفجوات ويعانق المستقبل بكل أمل ومحبة.
إن أي احتفاء أو مظهر من مظاهر العرفان ليس سوى قطرة في بحر هذا الرجل، الذي خلف وجعا وفراغا بين محبيه ووطنه وأهله لا يمكن تعويضه، لقد شكل ريادة نادرة في حياته وكان نعم الانسان الذي لا تخطئه الظنون وهو عند حسن ظن الجميع، وبه كنا نشيد ونفتخر ونعلق أمالا كثيرة وكبيرة بعقله الراجح ونشاطه وحيويته.
نجيب سنظل نكتب حتى تجف الأقلام وترفع الصحف عن مناقب شخصكم النادر وسيرتكم العطرة، وسنبقى على العهد أوفياء لصداقة طويلة وأيام جميلة ورحلة عمر مليئة بالمنعطفات والذكريات.
رحيلكم كان موجعا لي على المستوى الشخصي يا أجل الأصدقاء، ولكل من عرفكم عن قرب وعاشركم وعمل معكم وإلى جانبكم، فقد كنتم نعم الأخ والقريب والصديق والسياسي والمناضل الجسور الذي ترك وراءه كل شيء جميل، عرفناك صادقا محبا متطلع تحمل مشاعل التنوير وتغمر مشهد الحياة بالعمل والاجتهاد.
لقد ترك الراحل فراغا قل أن نجده، وقد سبق ودونت الأقلام بعض من محاسنه عقب رحيله وكان التأبين جزء يسير من تلويحة الوداع، وعرفانا سيبقى مليء بالقصور تجاه قامة كان الوطن نصب عينيه والشباب جسره إلى المستقبل، كان ودودا طيبا كريما محبا ترك أثرا جميلا في النفوس والأفئدة، أرهقه المرض وأرهقه ما لحق بالبلد من تشظي وصراع وفوضى، وهذا طبع الكبار الذين يفكرون بصورة واسعة وعميقة ويدركون معنى ما يحدث بضمير وحسرة.
عام على الرحيل يا منصور وأنت في قلوبنا انسانا نبيلا مجتهدا، يحمل مشاعل الفكر وكل المشاعر الطيبة، وأكاديمي بارز، ووزير مجتهد وصاحب بصمة، أنت موجود بيننا في كل محافظة زرتها وأحببتها في كل بقعة من تراب الوطن مررت بها، رحمة الله تغشاك ولأولادك كل التوفيق والمحبة، لم ولن ننساك وستبقى مآثرك وبصماتك حتى قيام الساعة.

تعليقات