منبر حر لكل اليمنيين

طوابير مهاجرة أمام بوابة مستشفى آزال بصنعاء بحثًا عن فرصة عمل ونافذة أمل

صنعاء – يمن المستقبل - خاص

يشهد مستشفى أزال الطبي في العاصمة صنعاء زحاما شديدا في مشهد يتكرر يومياً حيث تتوافد أعداد كبيرة من اليمنيين الراغبين في إجراء الفحوصات الطبية اللازمة قبل سفرهم إلى دول الاغتراب وتحديدًا المملكة العربية السعودية، وتتحول الساحة الأمامية للمستشفى منذ ساعات الصباح إلى نقطة تجمع مكتظة، تعكس ازدياد أعداد المغادرين بحثاً عن فرص عمل خارج البلاد.

يقول مواطنون إن إجراءات السفر، التي تتطلب فحوصات طبية وشهادات خلو من الأمراض، أصبحت محطة إلزامية تدفع الكثيرين للوقوف في طوابير طويلة، في ظل إقبال متزايد على الهجرة نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية وغياب فرص العمل داخل اليمن .

ويشير مراقبون إلى أن هذه الظاهرة باتت أكثر وضوحاً في مناطق شمال البلاد، التي تضم نسبة سكانية مرتفعة وتعاني من ضغوط معيشية هائلة جراء استمرار الصراع وتدهور الخدمات، ما يدفع الآلاف سنوياً للبحث عن مصدر رزق في الخارج.

وبحسب تقديرات غير رسمية، فإن موجة الاغتراب الحالية تُعد من الأكبر منذ سنوات، في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وتراجع دخل الأسر، الأمر الذي يجعل السفر خياراً شبه وحيد للعديد من الشباب لإعالة أسرهم.

ويعكس هذا المشهد اليومي أمام مستشفى أزال صورة مصغرة للواقع الذي يعيشه اليمنيون خاصة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الارهابية، حيث تحول الاغتراب إلى مخرج اضطراري لا خياراً اختيارياً في ظل استمرار الأزمة وتراجع فرص الاستقرار الاقتصادي.

وتشير التقارير إلى تفاقم الوضع الاقتصادي أوساط اليمنيين وفي مناطق مليشيا الحوثي بعد تراجع دور المنظمات وتراجع حجم المساعدات بشكل كبير نتيجة المضايقات التي تعرضت لها المنظمات الانسانية واعتقال عشرات من موظفيها الأجانب والمحليين واحتلال مقراتها ومصادرة معداتها وأدوات العمل ومراكز المعلومات والرسيفرات وحتى الأجهزة والمتعلقات الشخصية.

الجدير بالذكر أن غالبية الباحثين عن الاغتراب بين العشرين والثلاثين من العمر وهو مؤشر خطير على تسرب أعداد كبيرة من المدارس وعدم التحاق آخرين بالجامعات لعدم قدرتهم على مواجهة المصاريف والرسوم والحياة اليومية.

تعليقات