تحوّل
لم يعد بوسعنا الإقامة في الفراغ
أو الوقوف في الظل الوارف للكلمات
والنقطة المتحولة لالتقاء متقاطعين
في التاريخ المشترك للزهرة وشوكتها
في السلام المتبادل بينهما
لا يهم من الزهرة؟ ومن شوكتها؟
طالما كان بمقدورهما تقاسم هبة الطبيعة
والسماح بمرور عرباتها المثقلة بالشموس الملونة والأغاني الثملة
والمضي معًا إلى آخر الطريق
والأهم من ذلك تحمل التكلفة الباهظة والمثمرة حتمًا لاختلافهما
تقريبا هو ما يمكن أن تحتاجه ذبابة مسافرة على متن طائرة عملاقة
أو ملك يخرج على رعاياه بكامل أبهته
ليقود جيوش مملكته في معركة خاسرة.
…….
بعاد
كلما اقتربت منك ابتعدت
سأعتاد هذا البعاد
سيصير ثلجًا ما بيننا
سينكسر القلب
ويذوي ورده
ويتيه العصفور
لا تتركي شمس هذا الحب
تغرب في طعنة هجرك
وسقم انتظاراتك.
مرمانا الوحيد
نتقاذف جماجمنا الباردة على خرائط الدم
راوغ أو نهاجم أو ندافع
لإحراز أهداف قاتلة
في مرمانا الوحيد.
….
أغنية للريح
يسكن الشعر هذه الريح
وقع خطواتها على أرواحنا
تتهدج حين نبكي
وتغرد حين نفرح
تدغدغ الشجر بأناملها البيضاء
تصعد الجبل ثم تنحدر كومة من الحكمة والقش
تنام أحيانا على الرصيف بلا طعام
تنبح على الشاحنات والمارة
تتشبث بأذيال أمهاتها الستائر
تلوح بيديها على المسافرين بلا عنوان
توزع الزهور على الأطفال والنساء والرجال العاطلين عن العمل
تفرد الرايات على وطن مقوّس
تكنس الشعارات وتنتزع الملصقات الفارغة، ثم تبصق عليها
تنتظر عند باب الملكة الوردة
تجمع التذكارات والقصص المنسية
تنهيدةً في شراشف النساء
وجرحا في ضمير الماء
تنصب شباك أغنيتها
على شواطئ العالم ومطاراته المدمرة
تصطاد ظلال الطيور المحلقة
والأوراق المتساقطة
على بركة أيامنا الآسنة
تحدّق في عينيها
وترسم غزالة لا تشبهها
تضع مكانهما برتقالتين لتعديل الطقس
تعود آخر النهار بلا وجه
لكثرة الوجوه التي عليها
وبلا يد تلملم اغترابها:
القهوة في ساعات الصحو المتأخرة
الشاعر إلى جوارها
حماقتنا تذروها على قلب الشارع المفتوح
الرحمة معقوفة على عكازين معدنيين
ارتفاع الأذان على رؤوس الدبابيس
وانحباس المطر في جسد المرأة.
- من صفحة الكاتب في فيس بوك لـ مجلة نزوى