غيّب الموت صباح السبت الكاتب والسياسي اليمني البارز زيد محمد يحيى الذاري، بعد إصابته بجلطة دماغية أدخلته العناية المركزة في أحد مستشفيات العاصمة المصرية القاهرة، بحسب مصادر مقربة من أسرته. وكان آخر ظهور له من داخل المستشفى، حيث ودّع مقربيه برسالة مؤثرة حمّلهم فيها مسؤولية الحفاظ على الوطن، قائلاً: “البلاد أمانة في أعناقكم… أودعكم الآن”.
الذاري برز خلال السنوات الماضية كأحد الوجوه السياسية المثيرة للجدل، بعد أن كان قد انضم إلى جماعة الحوثيين، وتولّى منصب مستشار الدائرة السياسية في حزب المؤتمر الشعبي العام، وشارك في مقابلات إعلامية وندوات ومؤتمرات وورش عديدة خلال سنوات حياته المليئة بالكثير من الأسرار والمواقف.
وكان الذاري قد شكل “ائتلاف الوئام الوطني”،الذي حاول من خلاله رسم مسار سياسي مختلف لمعالجة كثير من الاختلالات السياسية بين الداخل اليمني والجوار كما أنه يعيش منذ فترة طويلة خارج البلاد.
وقد عرف مؤخرا بمواقفه المعتدلة، حيث انتقد استمرار الحرب، ودعا إلى مغادرة مربع العنف نحو دولة مدنية تقوم على الشراكة. كما حذّر من استغلال المآسي اليمنية في صراعات خارجية، مطالباً ميليشيا الحوثي بالتحوّل من جماعة مسلحة إلى كيان سياسي مسؤول.
وكان آخر ما دونه الراحل منتقدا على صفحاته في وسائل التواصل الاجتماعي اجراءا الحوثيين منع تدريس اللغة الانجليزية حيث كتب: طفح الكيل
قرار وزارة تربية صنعاء في مضمونه المتخلف ومبرراته الفارغه السخيفة التي حاول ان يتكئ عليها وصياغته الهشة التي تكسوها البلادة والجهل والاستهتار ،يعكس ويُبين بجلاء طبيعة العقلية الجامدة التي تفكر بها والخفة التي تدير بها وتتعامل بها و الذهنية المنغلقة والأيدلوجية الضيقة والقوقعة الخاصة التي تعيش الجماعة فيها وتنحصر في اطارها .وتعزل نفسها دهنياً ووجدانياً عن بقية اليمنيين وحاضرهم ومستقبلهم .
بالله عليكم ايها الفقهاء ( وعلماء المناهج وخبراء التدريس وفلاسفة التعليم )
هل استنادا على مشاورة الخُبْرَة تعد السياسات التعليميه واستراتيجية بناء اجيال المستقبل ومواكبة العصر الذي عنوان صراعات اقطابه والتنافس على ريادة مستقبل الكون هو من يتربع على عرش العلوم والتكنولوجيا والذكاء الصناعي .
اذهنوا من سباتكم وفوقوا من غفلتكم . وغادروا ذاتكم الضيقة التي ستضيق بكم حتى على انفسكم .
وقد أثار خبر وفاته حزناً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية اليمنية، حيث نعاه العديد باعتباره “صوتاً عاقلاً” دعا إلى الحوار والسلام في بلد أنهكته الحروب.
تجدر الاشارة إلى أن الراحل تقلد بعض المناصب القيادية في مسيرة حياته السياسية منها: مستشار الدائرة السياسية في حزب المؤتمر الشعبي العام ومؤسس ورئيس ائتلاف الوئام الوطني- كيان سياسي بالإضافة إلى كونه إعلامي وسياسي وصاحب علاقات واسعة جدا.