تعز.. انشقاق قيادي عسكري كبير عن مليشيا الحوثي وترحيب واسع من أبناء شرعب
تعز - يمن المستقبل - خاص
أفادت مصادر مقربة بأن القيادي لدى مليشيا الحوثي الارهابية الذي كان ينتحل رتبة عميد وقائد (اللواء العاشر صماد) المدعو صلاح مقبل الصلاحي من منطقة الأمجود مديرية (شرب السلام) محافظة تعز انشق عن الجماعة وغادر إلى جهة مجهولة خارج نطاق الحوثيين.
وكان الصلاحي من الشباب الذين قاتلوا مع الحوثيين خلال السنوات الماضية كما حشد وجند العشرات من أبناء مديرية شرعب وتنقل بين العديد من الجبهات في تعز والبيضاء ومحافظات أخرى بحسب بعض المعلومات، كما تسببت تلك المشاركة بسقوط العديد من القتلى والجرحى.
في السياق ذاته تشير بعض المعلومات الغير مؤكدة، إلى أن الصلاحي حاول قبل ذلك الانشقاق لكنه فشل وتم كشفه، فيما ظل وفيا لهذه الجماعة متصدرا منطقته ومديريته وكانت لديه علاقات واسعة ولقاءات مع قيادات من الصف الأول والثاني.


مقبل الصلاحي والد صلاح قبل مقتله.
الصلاحي وأثناء العمل كقيادي عسكري مع جماعة الحوثي حاول اثبات نفسه بشتى الطرق وخلق توازن بين ارتباطه بالجماعة وانتمائه لمسقط رأسه ومنطقته، حيث تبنى العديد من مشاريع التنمية والمبادرات المجتمعية التي نتج عنها كثير من المشاريع الخدمية، منها ترميم مدارس بتمويل محلي ودعم من المنظمات وبناء سدود وشق العديد من الطرقات وتعبيدها، كما كان يحظى باحترام الكثير من أبناء قريته نتيجة ابتعاده عن المشاكل الجانبية التي وقع فيها الكثير في المناطق الريفية والتي خلقت تذمر واسع وخلفت العديد من الضحايا بما فيهم ما يقارب 100 تربوي تم اعتقالهم خلال الأربعة الأشهر الماضية في إب وريفها، إلا أن المآخذ عليه كانت كبيرة نتيجة ارتباطه والتحكم به من قبل جماعة الحوثي ومحاولة اثبات الولاء المطلق لهم.
وأكد المصدر لـ “يمن المستقبل” انشقاق المجيدي بعد سنوات من القتال مع الجماعة موضحًا أن التلميحات تشير إلى تواجده في مدينة مأرب فيما تقول بعض المعلومات أنه يتواجد في مناطق الشرعية بمحافظة تعز أو أنه غادر إلى العاصمة المصرية (القاهرة) للعلاج بعد تنسيق تام مع قيادات من الشرعية ربما تتبع حزب الإصلاح الذي يواجه حملة شرسة في مدينة تعز نتيجة التجاوزات التي ارتكبت من قبل قوات تتبع أحد الألوية المحسوبة على قائد المقاومة الشعبية سابقا في تعز حمود سعيد المخلافي خاصة بعد اغتيال مدير صندوق النظافة افتهان المشهري من قبل محمد صادق المخلافي الذي قتل لاحقا بعد نزول حملة أمنية.
وكان أحد الأشخاص فضل عدم ذكر اسمه أفاد أن الشيخ صلاح مقبل المجيدي المنتحل رتبة العميد/ وقائد (اللواء العاشر صماد) سيشكل ورقة رابحة للجهة التي سينتمي إليها كونه أحد القيادات البارزة التي كانت تعتمد عليه مليشيا الحوثي لتأمين مناطق واسعة والحشد إلى الجبهات وقت الحاجة، كما أن لديه علاقة على أعلى مستوى لدى مليشيا الحوثي وشكل جبهة كبيرة في لحظة من اللحظات سواء بالدعم المعنوي للجماعة أو بالمقاتلين.
وفي وقت لا يزال الصلاحي مجهول المكان الذي فر إليه إلا أن الأهم هو تأكد خبر انشقاقه الأمر الذي سيشكل قلقا كبيرا لدى مليشيا الحوثي الارهابية خاصة في محافظة تعز ومديريتي شرعب السلام والرونة ما سيجعلها تعيد الكثير من الحسابات مع باقي القيادات رغم أن الحوثيين من عاداتهم لا يثقون بالكثير من القيادات من أبناء المناطق الوسطى ومن الأسر الخارجة عن نطاق السلالة خاصة في الجبهات والمناصب المهمة.
وكان العديد من الناشطين من أبناء تعز ومديريتي شرعب السلام وشرعب الرونة ومنطقة الأمجود قدر رحبوا بانضمام الشيخ الشاب صلاح مقبل المجيدي إلى صفوق الشرعية وانشقاقه عن مليشيا الحوثي ما يؤكد أن هناك تنسيق دقيق ومسبق تم قبل الفرار، مؤملين على أن تكون مواقفه مشرفة حتى يشطب تاريخه الذي يصفه البعض بالأسود.
وكان الصلاحي قد ارتبط بجماعة الحوثي فجأة قبل سنوات وسط استغراب العديد من أقربائه وأصدقائه ضمن موجة واسعة تمت في اطار مصالح مشتركة ووعود بمناصب والتسابق على المشيخات، اضافة إلى الدعوات والمحاضرات التي كان يقوم بها الحوثي في اطار مشروعه الطائفي معتقدا أن الارتباط نزهة لدى هذه المليشيا التي لا تقبل إلا بالولاء المطلق.

كما جاء الارتباط بعد سيناريوهات عديدة خاضها الشيخ الشاب صلاح مقبل نتيجة مقتل أبيه وفقدانه لأعماله في إحدى الدول الشقيقة، وقد تم اغتيال أبيه في العام 2018 وهو شخصية اعتبارية وتربوية بعيد عن الصراع وجرح خمسة من المتواجدين، في نقيل الحرية بمنطقة الأمجود مديرية شرعب السلام خلف استياء واسع وخروج حملة أمنية من قبل مليشيا الحوثي.
تجدر الإشارة إلى أن العديد من مشايخ وأعيان مديريتي شرعب السلام والرونة التابعة لمحافظة تعز تجنبوا حتى الساعة الخوض في الصراع الذي بدأ مع الانقلاب على الدولة في 2015م ما دفع بمليشيا الحوثي إلى تأهيل والاعتماد على شخصيات ثانوية معظمها عليها سوابق وجنايات حيث أوكلت لها مهمة السيطرة على هذه المناطق وتحقيق القبضة الأمنية.
كما عملت على اذكاء الصراعات بين أبناء هذه المناطق واتخاذها مواقع عسكرية متقدمة واستراتيجية نتيجة وجود سلسلة جبلية ممتدة حتى جبل رأس ومديريات مثل وصاب والعدين والفرع والحزم ومذيخرة، كما أن هذه تعد هذه المناطق والمواقع التي شهدت مواجهات شرسة في حروب المناطق الوسطى أواخر السبعينات وبداية الثمانينات بين الجبهة الوطنية من جهة والدولة والجماعة الاسلامية من جهة.