صبيحة اليوم، اهتزت مدينة تعز على وقع جريمة بشعة باغتيال الأستاذة افتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين بمحافظة تعز. امرأة نذرت نفسها لخدمة مدينتها، فحوّلت همّ النظافة والتحسين إلى رسالة حضارية، فإذا برصاص الغدر يخطفها في لحظة، ويغتال معها روح الثقافة والجمال في تعز.
اغتيال افتهان المشهري ليس جريمة ضد شخصها فقط، بل جريمة ضد تعز كلها. إنها رصاصة موجهة إلى قلب المدينة التي ما زالت تقاوم الموت بالفكر، والحرب بالجمال، والفوضى بالنظام. اليوم خسرت تعز صوتاً نسائياً مخلصاً كان يثبت أن المرأة اليمنية قادرة على صناعة الأثر وتحدي الصعاب.
هذه الجريمة البشعة تضاف إلى سجل الاغتيالات الدامية في تعز، وتكشف أن القتلة ما زالوا يتجولون بلا رادع. وهنا يعلو السؤال الكبير: أين الأمن يا أمن تعز؟
إلى متى سيبقى الدم مباحاً، والعقول والقيادات تُغتال دون حساب أو عقاب؟
إن اغتيال افتهان المشهري ليس استهدافاً لشخص، بل استهدافاً لقيم الجمال، للعمل المؤسسي، وللثقافة التي تمثلها مدينة تعز. وصمت السلطات على هذه الجرائم المتكررة خيانة لدماء الشهداء وخيانة لتعز بأكملها.
تعز لا تستحق أن تتحول إلى مقبرة لأبنائها المخلصين. والعدالة لافتهان المشهري هي عدالة لتعز ولليمن كله.
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
تعليقات