منبر حر لكل اليمنيين

قاسم عمر الفنان الذي أوجعته الأمراض وتخلت عنه الجهات الرسمية

يمن المستقبل/ مصطفى المخلافي

في مفارقة موجعة بين مجد الماضي ووجع الحاضر يصارع الفنان العدني القدير قاسم عمر قاسم أواخر أيامه المرض في صمت موجع، بعد أن فقد بصره وبُترت أصابع قدميه، محاطاً بالمرض والإهمال والانقطاع المزمن للكهرباء والخدمات، وكأن الذاكرة الفنية قد تخلت عن أحد أعمدتها.

قاسم الذي رسم البهجة على وجوه أجيال من الجمهور اليمني عبر المسرح والتلفزيون وأبدع في التمثيل والإخراج لأكثر من نصف قرن، بات اليوم حبيس جدران منزله المتواضع، منهكاً من داء السكري وضغط الدم، منهاراً أيضاً أمام صمت الجهات الرسمية.

الفنان المعروف بمسرحيته الشهيرة التركة التي مثل في جزءها الأول وأخرج الجزء الثاني منها، كان نموذجاً للفن الملتزم والرسالة الإنسانية التي جمعت بين هموم الناس وقضاياهم، فهل يكون مصيره النسيان بعد هذا التاريخ الطويل من العطاء؟

الصحفي عباس غالب كشف تفاصيل مقلقة بعد تواصله معه مؤخراً مع الفنان قاسم وقال: قاسم عمر كفيف اليوم لم أتمالك نفسي حين علمت بأنه في وضع صحي خطير وأقدامه تعرضت للبتر، بينما تتراكم عليه تداعيات الإهمال الرسمي والجفاء المجتمعي

عباس ناشد الوسط الفني إلى جانب ناشطين ومثقفين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الثقافة ومحافظ عدن بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الفنان، ليس فقط لأسباب إنسانية بل لإنقاذ ذاكرة مدينة بأكملها.

إن دعم قاسم عمر قاسم ليس مجرد لفتة نحو فنان بل هو موقف من العدالة الثقافية ورد اعتبار لجيل كامل من المبدعين الذين صمدوا رغم الحرب، وظلوا يضيئون الطريق حين كانت البلاد تغرق في الظلام.

الجدير بالذكر وأثناء كتابة الخبر ذكرت مصادر مطلعة أن محافظ عدن لملس قام بزيارة الفنان قاسم وتقديم الدعم بحسيب ما وصلنا مرفق صورة من الزيارة، وهي لفتة كريمة ومهمة من مسؤول حكومي.

تعليقات