فُجع اليمنيون اليوم بوفاة واحد من أبرز رموزهم الوطنية والقبلية، الشيخ ناجي جمعان الجدري، أحد أبرز مشايخ ووجهاء قبائل بكيل، الذي وافته المنية مساء يوم الأربعاء الموافق 21 مايو 2025م في جمهورية مصر العربية، بعد حياة حافلة بالعطاء والنضال في سبيل الدفاع عن الجمهورية اليمنية، ورفض مشاريع الإمامة والطائفية.
الشيخ ناجي جمعان الجدري يُعد من أبرز مشايخ ووجهاء اليمن، وصاحب مكانة مرموقة بين القبائل اليمنية، عُرف بثباته على المواقف الوطنية، وشجاعته في مواجهة ميليشيا الحوثي الإرهابية منذ ظهورها، ورفضه القاطع للخضوع لها أو مهادنتها، حتى بعد اجتياحها للعاصمة صنعاء أواخر عام 2014م.
وبرز دوره بشكل خاص خلال انتفاضة الثاني من ديسمبر 2017م، إلى جانب الرئيس السابق الشهيد علي عبد الله صالح، حيث انحاز للانتفاضة على سلطة الميليشيا الحوثية، وشارك في التنسيق والدعم الميداني للانتفاضة، ما جعله هدفاً مباشراً للحوثيين، خصوصاً بعد استشهاد اثنين من أبنائه أثناء المواجهات المسلحة ضدهم.
ورغم التهديدات والملاحقات، ظل صامداً في مواقفه، معارضاً لحكم الميليشيا، ومدافعاً عن وحدة اليمن وهويته الجمهورية، وهو ما دفعه في مرحلة لاحقة إلى مغادرة البلاد حفاظاً على حياته، حيث استقر في جمهورية مصر العربية التي احتضنته حتى لحظة وفاته.
عرف الشيخ ناجي بجمعه بين الحكمة القبلية والموقف الوطني، وكان من أبرز الأصوات التي دعت إلى وحدة الصف الجمهوري، ورفض المشاريع الدخيلة على اليمن، واحتضن كثيراً من النازحين والناشطين الوطنيين خلال تواجده في القاهرة.
وقد نعت قيادات سياسية وقبلية واجتماعية يمنية، داخل اليمن وخارجه، وفاة الشيخ ناجي جمعان، معتبرين رحيله خسارة كبيرة للوطن، في وقت لا يزال اليمن بأمس الحاجة إلى قادة حكماء وأقوياء في مواقفهم.
ومن المتوقع أن يتم الترتيب لنقل جثمانه إلى اليمن ليوارى الثرى في مسقط رأسه، حيث عبّر عدد من مشايخ القبائل وأبناء الشعب عن رغبتهم في توديعه بما يليق بمكانته وتاريخه النضالي.