منبر حر لكل اليمنيين

وحدة وطنية راسخة

أحمد الخالدي

تحل علينا غداً الذكرى الـ 35 لعيد الوحدة اليمنية في ظل متغيرات سياسية معقدة على الصعيد الوطني والاقليمي والدولي، ذلك المنجز المفصلي التاريخي الهام في تاريخ اليمن بعد نجاح ثورة 26 سبتمبر 1962 ضد نظام الإمامة في شمال البلاد، وثورة 14 أكتوبر 1963 ضد الاستعمار البريطاني جنوبًا، والذي تحقق في صبيحة الـ 22 من مايو 1990، حيث أرتفع علم اليمن الموحد معلنا انتهاء عهد التشطير وتحقيق أعظم أهداف الثورة اليمنية، لتصبح الوحدة اليمنية من أهم المنجزات التاريخية في تاريخ العرب المعاصر .
وأشرقت شمس اليمن الموحد في مرحلة كانت المنطقة والعالم يشهدان تحولات استراتيجية مهمة.
فلم تكن الوحدة اليمنية وحدة شعبين مختلفين في الهوية أو الثقافة أو الانتماء، ولم تكن وحدة بين عرقيات وقوميات مختلفة، بل كانت وحدة الأسرة الواحدة، بإزالة الحواجز المصطنعة.

رغم المُتغيرات الكثيرة التي عصفت بالبلاد، بدءًا من آزمة فبراير لعام 2011، واستمرارًا بدخول الحوثيين صنعاء في عام 2014 واستحواذهم على السلطة والحرب الطويلة التي لا زالت مستمرة، ولكن 35 عامًا منذ إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، كانت جديرة بترسيخ جذور الوحدة في نفوس اليمنيين، فلم تكن الوحدة وليدة ليلةٍ وضحاها ولكنها نتيجة نضال وطني جماهيري ممتد لسنوات طويله خاضه أبناء الشطرين وتتوج بانتصارات على قوى والتخلف والاستعمار وبعض القوى الخارجية المأزومة.
أنجزت بفضل إعادة تحقيق الوحدة الكثير والكثير من المشاريع التنموية العملاقة والتي ورغم الصراعات والحروب التي طالت إلا أنها شامخة وهي التي تخدم اليمنيين الى يومنا هذا فمثلاً ترسخت المفاهيم الديمقراطية وكُفلت الحريات والعدالة والمساواة إلى حدٍ كبير، عم الأمن والأمان في كل المناطق اليمنية، وفي شبكة الطرقات والجسور والانفاق امتدت الطرقات لعموم محافظات ومديريات وقرى اليمن، انتشرت الجامعات والمعاهد العلمية والمدارس لتغطي ربوع الوطن، في مجال الاتصالات كان لليمن السبق على الكثيرين ممن حولنا، بنية المستشفيات والمصانع والمطارات والموانئ والمؤسسة الخدمية التي يطول سردها، ومع ذلك عملت بعض أصوات الرجعية والتخلف المأجورة على تبني مشاريع تقزمية حالمة بالتشرذم وإعادة التشطير خدمةً لأجندة مستوردة، أو نتيجةً لطموح وأهم وطامع بالسيطرة والتملك بإثارة النعرات، ولكن مهما علت تلك الأصوات المأجورة والواهمة فإنها وبلا شك سوف تتصدع أمام صخرة وعي وادراك أبناء اليمن الواحد،
كما ان دساتير جميع الدول الشقيقة والصديقة المحبة لسلام ومواثيق الأمم المتحدة تؤكد على احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، وهذا ما يتم تأكيده دائماً في المحافل الدولية بخصوص شأن وحدة اليمن وسلامة أراضيه،
فمنطق الوحدة هو منطق جغرافيا وتَّاريخ مشترك والأنساب والعادات والتَّقاليد والقيم والمصالح الواحدة، مهما وهم الواهمين.

تعليقات