منبر حر لكل اليمنيين

إب.. مليشيا الحوثي تستدعي مشايخ وأعيان ومشرفين من مختلف القرى والمديريات

يمن المستقبل/ خاص/ تقاري

227

مصطفى المخلافي/ محمد عبده الشجاع

استدعت ميليشيا الحوثي الإرهابية وعلى وجه السرعة عدد كبير مشرفيها من المشايخ المتحوثين من محافظات إب وتعز والحديدة من مختلف القرى والمديريات، عقب التخوفات الأخيرة التي تتحدث عن إطلاق الشرعية والتحالف الدولي معركة برية محتملة في عدد من المحافظات بما فيها الحديدة.

وذكرت مصادر خاصة لـ “يمن المستقبل” أن عشرات القيادات المنضوية تحت جناح ميليشيا الحوثي من مختلف قرى ومحافظات إب وتعز المحافظتين الأقرب للحديدة تم استدعاؤها مرتين في أقل من اسبوعين وسط تكتم شديد عن السبب الرئيسي لهذا الاستدعاء العاجل، إلا أن المصادر أكدت بأن هذه التحركات تأتي ضمن تخوف الميليشيا من أي عملية برية مفاجئة خلال الأيام القليلة المقبلة، خاصة وأن الإعلام الدولي تحدث بشكل واضح بأن هنالك ترتيبات لشن عملية برية عبر سواحل اليمن، وقد كثرت في الأيام القليلة الماضية، التأويلات والسيناريوهات المحتملة لنهاية “مغامرة” ميليشيا الحوثي الإرهابية، واحتمالات البدء في مرحلة أخرى من العمليات البرية، والأهداف المرجوة منها.

ويرى مراقبون بأن الضربات الأمريكية التي استهدفت معاقل ميليشيا الحوثي تسببت في حالة من الخوف والهلع في أوساط الحوثيين ودفعت بقيادات كبيرة إلى مغادرة العاصمة صنعاء باتجاه محافظة صعدة التي هي أيضاً تتعرض لقصف عنيف من قبل الطيران الأمريكي، وخوفاً من انهيار صفوف الجماعة قامت ميليشيا الحوثي باستدعاء مشرفيها من عدة مناطق ومحافظات والاجتماع بهم في أماكن سرية لحثهم على التماسك وعدم مغادرة أماكنهم خوفاً من انقضاض الشارع عليهم في حال شعروا بضعفهم، أو بتأثير الضربات الأمريكية عليهم، ومع ذلك إلا أن المواطنين في مناطق سيطرتهم يدركون حقيقة هذا الأمر وبأن ميليشيا الحوثي باتت اليوم أقرب للسقوط أكثر من أي وقت مضى.

وتشير المعلومات إلى أن مخاوف ميليشيا الحوثي في أوساط قياداتها باتت تتزايد أكثر، واكثر ما يقلقها هو أن الضربات الأمريكية عملت على منع قياداتها من الحضور للمهرجانات الأسبوعية التي تضمنها الجماعة نهاية كل اسبوع، وهو الأمر الذي جعلها تحرص على أن تجتمع بمشرفيها وبالمشايخ المتحوثين وتطمنهم بأن الأمور ما زالت بيدها وبأن الوضع ليس بذلك السوء الذي يصوره الإعلام المعادي حسب وصفهم، وربما أن أغلب مشايخ قبائل صنعاء باتوا يدركون اليوم أكثر من ذي قبل حجم المرحلة الصعبة التي تمر بها الميليشيا، وبأن موجة هذه الحرب ليست كسابقها، نظراً للتخبط الذي ظهرت عليه الجماعة منذ بدأ الضربات الأمريكية عليها.

وفي تغريدة له على منصة X أبدى القيادي الحوثي عبدالسلام جحاف عن حالة الخوف والقلق التي تعيشها جماعته، وقال حالياً نعيش نحن المجاهدون في أعلى مستويات القلق الذي يجتاح صنعاء، وأضاف: هذه فترة صعبة ومقلقة، ونأمل أن تعدي الأشهر القادمة على خير، وبعد هجوم ذباب ميليشيا الحوثي عليه بالشتم والمطالبة بمحاسبته قام بحذف تغريدته فوراً، وهذا يدل فعلاً على أن ميليشيا الحوثي تخشى هذه المرحلة التي تعد الأصعب عليهم منذ انفجار الأوضاع في اليمن، ولعل الميليشيا ذهبت للاستعانة بالمتحوثين للحشد وترتيب صفوفها خوفاً من انهيار منظومتها العسكرية التي تقع في محافظات إب وتعز والحديدة، وهو الأمر الذي تقوم به كلما اشتدت عليها الحرب وزادت حدتها.

وفي سياق متصل قال محللون: أن الضربات الأمريكية الأخيرة على معاقل ميليشيا الحوثي الإرهابية زادت من حدة الأزمة التي يعيشها قادة الميليشيا، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن الجماعة تستعد حالياً لأوقات عصيبة، وقد ترجمت ذلك بنقل بعض صلاحيتها إلى بعض المشرفين المحتوثين الذين تم استدعاؤهم من محافظات ومناطق خارج العاصمة صنعاء.

ويقول المحللون: أنه وبسبب الشكوك التي تراود ميليشيا الحوثي بشأن وجود اختراقات في صفوفها جراء الضربات الأمريكية الدقيقة التي أوجعت الميليشيا، قامت الجماعة مؤخراً بتكوين مجلس قيادة مصغر مكون من شخصيات من داخل أسرة آل الحوثي لتدارس الوضع وإمكانية الحد من استهداف مزيد من قيادات الصف الأول وتعقب أماكن تواجدهم، الأمر الذي يشير إلى أن ميليشيا الحوثي تخفي حالة الذعر الشديد عن الرأي العام خشية من تراجع معنويات أنصارها، الذين بدو وكأنهم يعيشون آخر مشاهد مغامرة وعنجهية سيدهم عبدالملك الحوثي.

وتعد محافظات التماس إب وتعز واحدة من أهم الجبهات التي تخشى منها مليشيا الحوثي لإدراكهم أن الحاضنة الشعبية ستنهار منذ الطلقة الأولى في حال اندلعت المعارك هناك، حيث تعد الحديدة خزان مليء بالمقاتلين وحقول الألغام والزوارق المفخخة والخنادق والمنشآت الحيوية التي تستغلها المليشيا في تنفيذ عملياتها العسكرية أو تمويل معاركها الداخلية الأمر الذي دفع المقاتلات الأمريكية إلى قصف ميناء رأس عيسى بأكثر من عشرين غارة ما أدى إلى سقوط ما يقارب الـ 100 قتيل وجريح خلال اليومين الماضين.

وبحسب مصدر مطلع فإن استدعاء هؤلاء المشرفين والقيادات من أجل حثهم على الجهاد وتكثيف الدورات والمحاضرات والتحذير ممن يسمونهم بالمرتزقة والخونة والمنافقين من عملاء أمريكا واسرائيل، وأن هذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة وأن القيادات الحوثية في استنفار دائم منذ بدأت على حربها على اليمنيين وحتى خوضها معركة البحر الأحمر، وخشيتها من سقوط الشريط الساحلي بالكامل من باب المندب حتى تخوم ميدي في حجة الحدودية مع السعودية.

تعليقات